في مبادرة لتعزيز صحة الأطفال وحمايتهم من الأمراض المعدية، أطلقت وزارة الصحة السورية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) واليونيسف، حملة التطعيم الوطنية لعام 2025. تهدف الحملة، التي انطلقت في 21 أبريل وتستمر حتى 30 من الشهر نفسه، إلى توفير الحماية الصحية للأطفال المستهدفين من حديثي الولادة حتى سن الخامسة، من خلال تقديم اللقاحات الروتينية الموصى بها بالإضافة إلى جرعة من فيتامين A.
محافظة حماة، مثل باقي المحافظات السورية، تبذل جهودًا استثنائية لضمان نجاح الحملة.
أوضح المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في حماة لمنصة سوريا 24، أنه تم تشكيل وتدريب 53 فريقًا جوالًا للوصول إلى القرى والمناطق النائية التي قد تكون بعيدة عن مراكز الرعاية الصحية. كما يشارك 812 عنصرًا صحيًا مؤهلاً في تنفيذ الحملة، مما يعكس التزام القطاع الصحي بتحقيق الأهداف المرجوة. لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التطعيم، يقوم فريق الحملة بتوزيع المنشورات والملصقات التوعوية في جميع أنحاء المحافظة. تهدف هذه المواد إلى إعلام السكان بأهمية اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة، وتشجيعهم على التعاون مع الفرق المتنقلة أو زيارة المراكز الصحية القريبة.
تعتمد الحملة على شبكة واسعة من المراكز الصحية الثابتة والفرق المتنقلة، حيث تم تخصيص 132 مركزًا صحيًا ثابتًا في جميع أنحاء محافظة حماة لتكون نقاط تجمع لتلقي اللقاحات، بالإضافة إلى الفرق المتنقلة التي تستهدف المناطق التي لا تحتوي على مراكز صحية قريبة. يضمن هذا النظام الشامل تغطية شاملة تصل إلى جميع الأطفال المستهدفين.
وفقًا للإحصاءات المعلنة، تهدف الحملة إلى تطعيم 14,094 طفلاً في محافظة حماة. وتنقسم هذه الأرقام إلى:
- 1,245 طفلاً مؤهلاً للتطعيم خلال فترة الحملة.
- 5,600 طفل من "المتسربين"، أي أولئك الذين انقطعوا عن برنامج التطعيم، ويجري العمل على الوصول إليهم وإعادتهم إلى البرنامج.
- 7,249 طفلاً من فئة "زيرو دوز"، وهم الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة تطعيم من قبل.
أكد المكتب الإعلامي لوزارة الصحة أن جميع اللقاحات المقدمة آمنة وفعالة ومجانية تمامًا، وتخضع لأعلى معايير الجودة والسلامة العالمية. كما دعا السكان إلى إحضار أطفالهم إلى أقرب مركز صحي أو التعاون مع الفرق المتنقلة لضمان حصولهم على اللقاحات اللازمة. وأعرب عن أمله في أن تحقق هذه الحملة أهدافها بالكامل بفضل تعاون السكان وثقتهم. وأكد أن صحة الأطفال هي الأولوية القصوى، وأن الجهود المشتركة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية وأولياء الأمور ستؤدي حتمًا إلى نجاح الحملة.
حملة التطعيم الوطنية في محافظة حماة ليست مجرد مشروع صحي، بل هي رسالة أمل وطمأنينة لكل أسرة سورية، فهي تجسد التزام الحكومة والمنظمات الدولية بحماية جيل المستقبل من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. بفضل الجهود المبذولة والتعاون الوثيق بين السكان والفرق الصحية، تأمل وزارة الصحة أن تكون هذه الحملة خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة.