الجمعة, 15 أغسطس 2025 03:57 PM

خطة إسرائيلية مثيرة للجدل: ترحيل جماعي لسكان غزة واحتلال المدينة يثير خلافات داخل المؤسسة العسكرية

خطة إسرائيلية مثيرة للجدل: ترحيل جماعي لسكان غزة واحتلال المدينة يثير خلافات داخل المؤسسة العسكرية

كشف رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الخميس، عن خطة للسيطرة على قطاع غزة تتضمن ترحيل نحو 800 ألف من سكانه خلال أسبوعين.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الخطة تشمل تطويق مدينة غزة بالكامل وعزلها عن مناطق الوسط والممر الإنساني في منطقة المواصي، وذلك من خلال إعادة إنشاء محور نتساريم.

كما تتضمن المرحلة الثالثة من الخطة تنفيذ مناورة برية مكثفة داخل المدينة، بالتزامن مع قصف جوي واسع النطاق، بهدف تعزيز السيطرة على القطاع.

وكان زامير قد صدّق، أمس الأربعاء، على «الخطوط العريضة» لخطة احتلال مدينة غزة، بما فيها مهاجمة منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة التي بدأت أمس الأول الثلاثاء.

وأوضح المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، أن المصادقة جاءت خلال اجتماع ضم قيادات من هيئة الأركان العامة وجهاز الشاباك وقادة آخرين، واستعرض الاجتماع ما سماه «إنجازات» قواته، بما فيها العدوان المستمر على حي الزيتون.

ووجه أدرعي رئيس الأركان برفع جاهزية القوات والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط، إلى جانب تنفيذ تدريبات ميدانية ومنح فترة استراحة قصيرة للقوات، استعداداً لمواصلة الهجمات.

ويوم الجمعة الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة تدريجية عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة كاملا، وتهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب.

وأعلن نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية بغزة- أمس الأول تسريع خطة احتلال غزة، وأكد أن إسرائيل تقترب من إنهاء المعركة.

وذكر أن القوات ستتقدم «سريعا نسبيا» للسيطرة على مدينة غزة التي وصفها بأنها المعقل الأخير لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، مع التركيز على تحرير الأسرى المحتجزين في القطاع.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الخميس، بأن وزير الحرب يسرائيل كاتس اجتمع مع رئيس الأركان إيال زامير، لبحث المبادئ العامة لخطة احتلال مدينة غزة.

ويأتي الاجتماع بعد حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن خلافات علنية بين كاتس وزامير، بشأن تعيينات قيادية في الجيش، فضلا عن معارضة سابقة أبداها الأخير لخطة احتلال المدينة لخطرها على حياة الأسرى والجنود.

وقالت هيئة البث إن اجتماعا عقد في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، شارك فيه كاتس وزامير ومسؤولون عسكريون وأمنيون آخرون، لبحث المبادئ العامة لخطة احتلال مدينة غزة.

وخلال الاجتماع، قال كاتس إن “الجيش يجند كل قواته ويستعد بقوة كبيرة لتنفيذ قرار (المجلس الوزاري الأمني المصغر) الكابينيت”، في إشارة إلى قرار احتلال ما تبقى من القطاع بداية بمدينة غزة، الذي اتُخذ الجمعة الماضية.

ووفق الهيئة، فإن الخطة الكاملة سيعرضها زامير على كاتس للتصديق عليها خلال الأسبوع المقبل.

وخلال الأسبوع الجاري، تفجرت خلافات علنية بين كاتس وزامير بشأن قرار رئيس الأركان إجراء تعيينات رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي، وهو ما اعتبره الوزير أنه تم من دون تشاور.

كما تحدثت وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث، عن خلافات بين زامير من جهة، والقيادة السياسية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جهة، بشأن احتلال غزة.

وتقول هيئة البث إن زامير لا يفضل احتلالا كاملا للقطاع، بل تطويقه بما يشمل محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة حماس لإجبارها على إطلاق الأسرى، دون الانجرار نحو “أفخاخ استراتيجية”.

وفي وقت سابق الخميس، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الخاصة إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء ما بين 80 ألفا و100 ألف عسكري احتياط للمشاركة في عمليته المحتملة لاحتلال مدينة غزة.

والأربعاء، صدّق زامير على “الفكرة المركزية” لخطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك مهاجمة منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة التي بدأت الثلاثاء.

وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة 38 سنة بين 1967 و2005، ويعيش فيه حاليا نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره منذ 18 عاما.

وأثار اعتزام إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة انتقادات رسمية وشعبية في أنحاء العالم، مع تحذيرات من مزيد من الضحايا الفلسطينيين جراء حرب الإبادة وسياسة التجويع الممنهجة.

ووفق الصحيفة العبرية، من المتوقع أن تستمر العملية العسكرية حتى العام المقبل 2026 في مدينة غزة وشمال القطاع، حيث توجد مبان شاهقة و”خلايا تابعة لحماس”، على حد قولها.

ورفضا للخطة بسبب خطرها على حياة ذويهم في غزة، تعتزم عائلات الأسرى وقتلى الجيش تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة في 17 أغسطس/ آب الجاري، بمشاركة شركات وجامعات.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 61 ألفا و776 شهيدا و154 ألفا و906 جرحى فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 239 شخصا، بينهم 106 أطفال.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مشاركة المقال: