الأربعاء, 26 نوفمبر 2025 02:31 AM

خطة طموحة لاتحاد الحرفيين السوري لضم مليون منتسب والمساهمة الفعالة في إعادة الإعمار

خطة طموحة لاتحاد الحرفيين السوري لضم مليون منتسب والمساهمة الفعالة في إعادة الإعمار

دمشق-سانا: على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت الحرفيين السوريين على مدى عقود، بما في ذلك ضعف الإمكانيات وقلة الدعم، يواصل الاتحاد العام للحرفيين جهوده الحثيثة لإعادة تنظيم صفوفهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في عملية إعادة الإعمار. يبلغ عدد المنتسبين حاليًا حوالي 150 ألف حرفي، بينما يطمح الاتحاد إلى رفع هذا العدد إلى مليون حرفي من خلال تقديم تسهيلات جديدة وتنفيذ خطط وطنية تهدف إلى تعزيز دور الحرفيين كركيزة أساسية في البناء والإنتاج، وإبراز التنوع الغني للحرف التقليدية والحديثة التي تزخر بها سوريا.

من التهميش إلى تنظيم صفوف الحرفيين

أكد رئيس اتحاد الحرفيين، إياد عبد الله نجار، في لقاء مع وكالة "سانا" أن إدارات الاتحاد في عهد النظام البائد لم تتمكن من تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للحرفيين لتطوير أعمالهم، ولم تستطع تحقيق دور فعلي للاتحاد. وأشار إلى أن الاتحاد خضع لسنوات طويلة من التهميش والاستغلال، مما أدى إلى ترهل الأداء وضعف التنظيم، وتفاقم الأوضاع، وسرقة معدات الورش وهجرة العديد من الحرفيين، وفقدان آخرين لمهنتهم نتيجة الضغوط والابتزاز من جهات متعددة.

ولفت نجار إلى أن الاتحاد يعمل حاليًا على تنظيم صفوف الحرفيين، تمهيدًا لمشاركتهم الفعالة في عملية إعادة الإعمار، التي تعتمد بشكل كبير على جهودهم في البناء والإنتاج، باعتبارهم ركيزة أساسية للمجتمع، تضم شريحة واسعة من الطبقة العاملة المرتبطة بمهن متعددة، تشمل الحجر والإعمار والزجاج والنجارة والخياطة والقطع وغيرها.

250 جمعية حرفية في سوريا

أشار رئيس الاتحاد إلى أن عدد الجمعيات الحرفية في سوريا يبلغ حوالي 250 جمعية موزعة على مختلف المحافظات، منها 38 جمعية في دمشق. وأوضح أن الاتحاد العام للحرفيين يعمل ضمن خطة وطنية لتطوير العمل الحرفي، من خلال تخصيص مدن حرفية في المحافظات، تشمل 7000 صالة لصيانة السيارات، و1000 صالة للجلديات و10 آلاف صالة للخياطة والنجارة والحدادة والطباعة والديكور والدهان.

وبين نجار أن الاتحاد أصبح اليوم جهة ممثلة للحرفيين أمام الوزارات كافة، فيما يخص الرسوم وطرق الدعم والتنظيم، مشيرًا إلى انتهاء مرحلة الدعم التقليدي كالاعتماد على المحروقات والسلع التموينية، والبدء بالتحول نحو فتح أسواق جديدة تتيح للحرفيين فرص عمل متكافئة وتسويقًا أفضل لمنتجاتهم داخل البلاد وخارجها.

مشاركة الحرفيين في المعارض

أوضح نجار أن الاتحاد يسعى بالتنسيق مع عدد من الوزارات إلى تنظيم مشاركة الحرفيين في المعارض محليًا وخارجيًا، وإبراز جودة وحرفية المنتج السوري وتمكين الحرفيين من تحقيق عوائد مجزية، تمكنهم من الاستمرار بالعمل وتطوير إنتاجهم كمًّا ونوعًا.

ولفت نجار إلى أن الاتحاد يعمل على دمج الحرفيين المنقطعين أو غير المسجلين ضمن قوائمه، لتوحيد قاعدة البيانات وضمان تمثيلهم الكامل، ودعم الحرف النادرة للحفاظ عليها وإبرازها في المعارض الوطنية والدولية.

تنوع كبير بالحرف

أوضح نجار أن سوريا تزخر بتنوع كبير في الحرف التقليدية، منها حرفة الفضيات، والصدف، والموزاييك، والنحاسيات، والمطرزات، والألبسة الشرقية، واللوحات الزيتية والرسوم، وصناعة السيوف والخناجر، والزجاج اليدوي، والصناعات الجلدية، والأغباني والشرقيات، والمسابح وصناعة الآلات الموسيقية، وحرفة القش، والخيط العربي، والزجاج المعشق، والفخاريات، والخزفيات، والبروكار، والدامسكو، والتحف الخشبية اليدوية والعجمي والنول، مؤكدًا أن الاتحاد سيولي اهتمامًا لصناعة الدباغة والجلديات بشكل عام، مع الحرص على تصدير الجلود التي يتم دبغها كمصنوعات جلدية، وليس كمادة أولية.

حاضنات حرفية

أشار إلى إمكانية تحويل المواقع المتضررة إلى حاضنات حرفية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والصناعة، وإنشاء لجان لتقييم الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع، لافتًا إلى أن الاتحاد اتخذ إجراءات إدارية لإعادة تنظيم بعض الحاضنات وتعيين مجالس إدارة جديدة، لضمان أفضل استثمار للحرفيين فيها.

وأوضح أن إدارة الاتحاد تعمل على صياغة نظام داخلي جديد، تستفيد من التجارب الدولية لتنظيم العلاقة بين الاتحاد والوزارات المختلفة، وتبسيط الإجراءات أمام الحرفيين، ولاسيما فيما يخص التكامل السياحي للحرف بالتعاون مع وزارة السياحة.

يذكر أن الاتحاد العام للحرفيين تأسس عام 1969 يضم الحرفيين المنتجين وأصحاب حرف الخدمات، بهدف إشراكهم في بناء المجتمع، وتنظيم الإنتاج والخدمات، والعمل على زيادتهما وتطويرهما.

مشاركة المقال: