الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 01:21 PM

خلافات في قصر بعبدا: صراع الصلاحيات بين عون وسلام يتصاعد

خلافات في قصر بعبدا: صراع الصلاحيات بين عون وسلام يتصاعد

يبدو أن نواف سلام تلقى همسات بضرورة زيارة قصر بعبدا، ربما من محركين خارجيين أو مستشارين ورطوه في "معركة الصخرة". سلام، بعيدًا عن الأحكام المسبقة، لم يكن ليقدم على هذه الخطوة بمفرده، فهو شديد الحساسية ويحول التفاصيل السطحية إلى مشاكل شخصية.

بغض النظر عن الجهة التي أقنعته بـ "التواضع"، الفكرة انطلقت من "المتورطين" في "معركة الصخرة"، الذين أرادوا إشعال فتيل بين الجيش وجمهور المقاومة، قبل أن يتحول الأمر إلى اشتباك بين سلام والرئيس جوزيف عون، الذي أصبح منبوذًا إعلاميًا، مع المطالبة برحيله لرفضه زج الجيش في معارك داخلية. لكنهم تداركوا الأمر وأدركوا أنهم ينتمون إلى سلطة وصاية واحدة، مرجعيتها أمريكية – سعودية، وأن إظهار الانقسام لا يخدم مشروعهم.

زيارة سلام إلى بعبدا لم تخفِ عمق الخلاف بين الرجلين، وهو حديث الصالونات السياسية. المقربون يدركون نظرة عون إلى سلام، حتى قبل فرضه في المعادلة الداخلية. سلام، الذي أعد عون جدول أعماله على أساس شراكته مع الرئيس نجيب ميقاتي، أظهر رغبته في الظهور كصاحب الحل.

هذا يفسر صراع "الأمر لمن" الذي انفجر على خلفية معركة الروشة، حول من يمتلك الصلاحية الفعلية في إدارة البلاد.

بحسب معلومات "الأخبار"، حمل سلام عتبًا كبيرًا إلى قصر بعبدا، ولا يزال يرفض الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء بسبب "كسر" كلمته في قضية الروشة. الرئيس عون أكد أن "المس بالجيش خط أحمر"، مشيرًا إلى إمكانية تلافي المشكلة عبر التشاور. سلام اعتبر أن ما حصل "مس بهيبة الدولة"، وغادر القصر دون اتفاق لحل الإشكال.

هذه التطورات تشير إلى أزمة متمادية بين الرئيسين، وأبرز مؤشراتها: أولاً، سقف عون بأنه "ممنوع على أحد الاقتراب من الجيش أو الأجهزة الأمنية"، وثانياً، تقليده قائد الجيش رودولف هيكل وسام الأرز الوطني. السؤال المطروح يتعلق بالمدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه الأزمة النابعة من تقاطع مصالح بين "القوات اللبنانية" والرئيس سلام، حيث يسعى رئيس الحكومة إلى بناء زعامة سنية بديلة عن الحريرية السياسية، من خلال الاشتباك مع حزب الله، ما يتيح له العودة إلى رئاسة الحكومة مجددًا. سمير جعجع يسعى إلى تكريس زعامته المسيحية عبر التصادم مع الفريق الشيعي قبيل الانتخابات.

هذا التقاطع أنتج حيادًا بين عون والثنائي حزب الله وحركة أمل، وتجسد في موقف الرئيس من نيويورك، حيث شدد على أن "نزع السلاح لا يمكن أن يتم بالقوة"، ثم في لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

الغطاء الذي يحظى به سلام من معراب، هو انعكاس لموقف "القوات" من حزب الله ومن الرئيس عون نفسه، إذ يجد جعجع فرصة للتصويب على العهد وعزل رئيس الجمهورية، مستخدمًا سلام أداةً لذلك، بعدما اضطر سابقاً إلى انتخاب عون نزولاً عند أوامر يزيد بن فرحان.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: