أظهرت دراسة علمية حديثة أن التحكم في ارتفاع ضغط الدم قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض الخرف، وعلى رأسها الزهايمر، بنسبة تصل إلى 15%. وتؤكد هذه النتائج أهمية المراقبة المبكرة لضغط الدم وعلاجه.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسن"، شملت حوالي 34 ألف مشارك تزيد أعمارهم على 40 عاماً من 326 قرية في ريف الصين. وكشفت أن الأشخاص الذين خضعوا لعلاج مكثف لخفض ضغط الدم، بما في ذلك الأدوية والإرشادات الصحية والمراقبة المنزلية، كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف مقارنةً بأولئك الذين تلقوا الرعاية الاعتيادية.
وأشار الباحثون إلى أن التحكم في ضغط الدم يعتبر واحداً من بين 14 عاملاً يمكن أن يساهم علاجها في الوقاية من نصف حالات الخرف حول العالم. وتشمل هذه العوامل أيضاً السمنة والتدخين وضعف السمع والعزلة الاجتماعية. وأكدوا أن توسيع نطاق الوصول إلى أساليب علاج ضغط الدم قد يحد من العبء العالمي لهذا المرض.
من جانبها، أوضحت تارا سبايرز جونز، خبيرة علوم الدماغ بجامعة إدنبرة، أن هذه النتائج تعزز الأدلة على أهمية إدارة ضغط الدم لحماية الإدراك مع التقدم في العمر. وأشارت إلى أن العلاج لا يمنع الخرف بشكل كامل، ولكنه يقلل من مخاطره بشكل ملحوظ.
يُذكر أن الخرف يمثل أحد أبرز التحديات الصحية العالمية، حيث يتزايد عدد المصابين به نتيجة ارتفاع متوسط الأعمار. وعلى الرغم من عدم وجود علاج شاف حتى الآن، تشير الدراسات إلى إمكانية الوقاية من نسبة كبيرة من الحالات من خلال التحكم في عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة.