الأربعاء, 7 مايو 2025 03:19 AM

دمشق تستضيف المؤتمر الإقليمي الأول للذكاء الاصطناعي: رؤى جديدة لمستقبل الاقتصاد السوري

دمشق تستضيف المؤتمر الإقليمي الأول للذكاء الاصطناعي: رؤى جديدة لمستقبل الاقتصاد السوري

انطلقت اليوم في دمشق فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول للذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، تحت شعار "الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل الاقتصاد السوري". ويشهد المؤتمر مشاركة واسعة من خبراء التكنولوجيا، ورواد الأعمال من سوريا والمنطقة العربية، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، وذلك في فندق البوابات السبع.

يهدف المؤتمر، الذي تنظمه على مدى يومين كل من الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ووزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، إلى إبراز دور الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل الاقتصاد السوري، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في مختلف القطاعات. ويتضمن المؤتمر جلسات حوارية لمناقشة الرؤى والاستراتيجيات العربية لاستثمار الذكاء الاصطناعي في تطوير الاقتصاد العربي ودوره في تعافي ونمو الاقتصاد السوري.

أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، على دخول سوريا مرحلة جديدة من الشراكة والانفتاح على جميع الشركاء في الداخل والخارج، مشيراً إلى أهمية دور سوريا كجسر يربط الأصدقاء والحلفاء الراغبين في البناء. كما أعلن عن قرب إطلاق مشروع إنشاء الشبكة الإقليمية للإنترنت بصيغة (PPT)، والتي ستربط شمال العالم بجنوبه وغربه بشرقه، وستمنح المنطقة بديلاً استراتيجياً للمسارات التخفيضية، مع وضع سوريا في قلب هذا المسار الجديد لتكون النافذة الاستراتيجية لتخفيف الاختناقات التقنية.

أوضح الوزير هيكل أن المشروع سينفذ بسواعد وطنية وخبرات سورية، وبالتعاون مع شركاء دوليين يتم اختيارهم بعناية، بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز الثقة والشراكة بين سوريا والعالم. وأشار إلى أن الإنسان هو أكبر فرصة استثمارية في المنطقة، ليس كمستهلك بل كشريك ومنتج، وأن الوزارة تهدف إلى تحقيق انتقال رقمي وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة من خلال تقديم خدمات حكومية وتطبيقات ذكية.

وشدد الوزير على أن الإنترنت لم يعد ترفاً أو خياراً، بل هو أساس للتنمية ومحرك للاقتصاد، مما يحمل الجميع مسؤولية العمل، واستعرض التحديات التي يمكن تجاوزها بالاعتماد على العقل السوري المبدع، الذي أثبت قدرته على تأسيس تجربة ناجحة في شمال غرب سوريا، والحفاظ على مؤسسات وشركات الدولة طوال السنوات الماضية، بالإضافة إلى مساهماته في الخارج.

من جانبه، صرح رئيس مجلس الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، محمد فراس بكور، بأن سوريا دخلت مرحلة التحول الرقمي، وأن الاتصال يمثل نقطة التقاء للفرص والتحديات، والطموح والتكنولوجيا، معلناً استعداد الاتحاد للتعاون مع الوزارة في تطوير الأدوات اللازمة لمعالجة العقبات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

بدوره، أشار نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، محمد سعيد مضوي، إلى تراجع مستويات التنمية البشرية في مختلف أنحاء العالم، وأهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لإخراج العالم من حالة الركود إلى التطور، مؤكداً على ضرورة بناء اقتصاد يتعامل فيه الناس مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التنافس معه، ودمج الدور الفاعل للإنسان في دورة حياة الذكاء الاصطناعي، وتحديث أنظمة التعليم والصحة لتلبية متطلبات المرحلة الحالية.

أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، باسل الخشي، أن المؤتمر ليس حدثاً عابراً بل دليل على أن التكنولوجيا ليست رفاهية، مشيراً إلى التجارب التي حملت الكثير من التميز والتحدي، وكشف عن توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، لتحديد مسارات التعاون المستقبلية، بما في ذلك بناء كوادر عربية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات في مجالات الأمن السيبراني والبنى التحتية الذكية، ودعم مشاريع ريادة الأعمال والبحث العلمي، واستكمال إجراءات افتتاح المكتب الإقليمي للاتحاد ضمن مقر الجمعية.

مشاركة المقال: