تشهد الساحات والمرافق العامة في العاصمة دمشق، مثل ساحة الأمويين ومحيط المسجد الأموي، تحولًا ملحوظًا مع إقبال الأهالي عليها كمتنفس للهروب من حرارة الصيف ونقص الكهرباء. هذا الإقبال المتزايد حوّل هذه الأماكن إلى مواقع تعج بالطعام والشراب والأراكيل، وحتى حفلات الشواء والرقص، مما أثار تباينًا في آراء سكان دمشق.
فبين مؤيدٍ لهذه النزهات نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تحد من قدرة الأهالي على ارتياد المنتزهات والمطاعم، ومعارضٍ لها لما تسببه من تشويه للمظهر العام، تبقى المسؤولية على عاتق محافظة دمشق في الحفاظ على هذه المرافق.
توجيهات للحد من المظاهر "غير اللائقة"
أكدت مديرية الحدائق في محافظة دمشق لعنب بلدي، إدراكها لأهمية الحفاظ على المظهر الحضاري للعاصمة، وأنها تعمل بالتنسيق مع شرطة المحافظة والداخلية لضبط استخدام الساحات والمرافق العامة. وأشارت إلى إصدار توجيهات للحد من المظاهر "غير اللائقة" كالأراكيل والشواء والأغاني الصاخبة، لما لها من تأثير سلبي على البيئة.
التحدي الأكبر يكمن في تزايد الإقبال على هذه المرافق، مما يستدعي تكثيف التوعية واتخاذ الإجراءات القانونية عند الضرورة. وأوضحت المديرية أن المحافظة تتحمل مسؤولياتها كاملة، لكنها لا تعمل بمعزل عن المواطن، وتسعى لتوعية الجميع وتشجيعهم على التعاون للحفاظ على النظافة والنظام.
وشددت على أن السلوكيات الفردية تتطلب وعيًا مجتمعيًا، وأن فرق المحافظة مستمرة في المراقبة، لكن الالتزام العام هو الأساس.
مراقبون بيئيون
تتراكم النفايات في الساحات والمرافق العامة، مما يثير استياء السكان. وأوضحت مديرية الحدائق أن ورشات النظافة تقوم بجولات يومية، وتكثف أعمالها في فترات الأعياد والعطل، كما تنظم ضبوط مخالفات بحق المخالفين. وتدرس المحافظة إمكانية وضع آلية خاصة لبعض النقاط الساخنة، تشمل وجود مراقبين بيئيين أو عناصر ضبط دائمين.
ما قصة حديقة "الجاحظ"؟
أثار منع الأراكيل في حديقة "الجاحظ" بدمشق جدلًا واسعًا، بعد مصادرة بعضها من قبل عناصر الأمن الداخلي. ورغم ذلك، لم يتعرض المدخنون لأي ممانعة لاحقة. وفي المقابل، تنتشر الأراكيل وموائد الشواء في ساحة الأمويين والمسجد الأموي وساحة الفحامة ودوار البيطرة دون تدخل.
أكدت مديرية الحدائق أن الحدائق العامة مخصصة للتنزه والاستجمام، وتسعى لأن تكون بيئة صحية وآمنة. وبناء على شكاوى الأهالي، تم إصدار توجيهات بضبط استخدام الأراكيل، دون قرار رسمي بالمنع الكامل. وفيما يخص حديقة "الجاحظ"، أوضحت المديرية أن ما جرى جاء نتيجة تجاوزات واضحة، وأن الموضوع قيد المتابعة.
وأشارت إلى أن الهدف هو تنظيم استخدام الحدائق بطريقة تحافظ على السلامة العامة، وتوازن بين حق التنزه وحق الآخرين في بيئة نظيفة وآمنة. يذكر أن محافظة دمشق كانت قد أصدرت قرارًا بإزالة جميع الشعارات والصور والرموز التي تعبر عن النظام السابق من الشوارع والساحات والمباني الحكومية في 20 تموز.