الأربعاء, 30 أبريل 2025 10:38 AM

دمشق على حافة العطش: أزمة مياه حادة تهدد العاصمة السورية

دمشق على حافة العطش: أزمة مياه حادة تهدد العاصمة السورية

تواجه العاصمة السورية دمشق خطر العطش المتصاعد، مع تفاقم أزمة المياه في ظل التغيرات المناخية الحادة التي أدت إلى انخفاض معدلات الأمطار لأقل من نصف المتوسط السنوي، ما ينذر بكارثة مائية وشيكة تطال ملايين السكان.

وحذر المهندس الزراعي عبد الرحمن قرنفلة، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، من أن وضع المياه في دمشق وريفها وصل إلى مستويات "حرجة للغاية"، مشيراً إلى أن الهدر في استهلاك المياه بات مسألة حياة أو موت. وأضاف: "إذا لم يُرشد الاستهلاك فوراً، فقد تتحول دمشق إلى مدينة أشباح".

ويُعاني حوض دمشق المائي من استنزاف مستمر منذ سنوات، نتيجة الاعتماد على أساليب ري قديمة تستنزف المياه الجوفية بشكل مفرط، ما أدى إلى تراجع مخيف في مستوياتها، حيث ازداد عمق بعض الآبار من 50 إلى أكثر من 300 متر.

وتشير الأرقام إلى أن نبع الفيجة تلقى هذا العام 30% فقط من موارده المعتادة، ما تسبب في تراجع حاد بتدفق نهر بردى، وأجبر مؤسسة المياه على مزج مياه النبع بمياه الآبار لتعويض النقص، وهو إجراء ينذر بانهيار التوازن المائي.

كما نبه قرنفلة إلى الاستهلاك العشوائي، لافتاً إلى أن مغسلة سيارات واحدة تستهلك يومياً ما يعادل حاجة حي سكني كامل، في حين تُعبأ العديد من المسابح بمياه الشرب.

وفي استجابة للأزمة، أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب بدمشق وريفها عن رفع حالة الطوارئ، مؤكدة أنها ستفرض غرامات صارمة تصل إلى 10 آلاف دولار على من يتجاوز كميات الاستخدام المسموح بها، وستفعّل قوانين الضابطة المائية لمنع أي استجرار غير قانوني.

ودعت المؤسسة إلى تركيب عدادات مياه على جميع الآبار، بما فيها الخاصة، وختمها بالشمع الأحمر، وربط كمية المياه المسموح باستخدامها بالمساحة المزروعة فعلياً، في خطوة تهدف للحد من الهدر وإنقاذ ما تبقى من هذا المورد الحيوي.

مشاركة المقال: