الأربعاء, 25 يونيو 2025 09:33 AM

دير الزور: اغتيال شيخ عشيرة العكيدات يشعل التوتر و"الأسايش" تتعهد بملاحقة الجناة

دير الزور: اغتيال شيخ عشيرة العكيدات يشعل التوتر و"الأسايش" تتعهد بملاحقة الجناة

تعهدت "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بملاحقة المسؤولين عن اغتيال أحد وجهاء العشائر في دير الزور، شرقي سوريا. وأكدت "أسايش" في بيان لها اليوم الثلاثاء، 24 من حزيران، استمرارها في ملاحقة ما وصفتها بـ"الخلايا الإجرامية" و"ضرب أوكارها"، مع تعزيز الإجراءات الأمنية، وتكثيف عمليات التمشيط والدوريات، والقبض على المتورطين وتقديمهم للعدالة.

ودعت "أسايش" سكان المنطقة إلى التعاون مع قواتها والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة لضمان سلامة واستقرار المنطقة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور بأن مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار على سيارة الشيخ نجم عبدالله النجرس، أحد وجهاء عشيرة "العكيدات"، ومرافقه عدنان العلاوي، ما أدى إلى مقتلهما.

ولم تحدد "أسايش" هوية المستهدفين، لكنها ذكرت أن "خلايا إجرامية" تسعى إلى "تهديد استقرار المنطقة" قامت باغتيال الوجهاء على الطريق العام في بلدة درنج شرقي دير الزور. وأشارت إلى أن الفرق الطبية حاولت إسعافهما إلى مشفى الطيانة التخصصي، لكنهما فارقا الحياة قبل الوصول.

واعتبرت "أسايش" أن الاغتيال يعكس "وحشية الإرهاب واستهدافه لرموز السلم الأهلي والوجهاء الذين يعملون على تعزيز التماسك المجتمعي في وجه المخططات الظلامية".

وأوضح مراسل عنب بلدي أن الشيخ النجرس لا يعتبر شيخًا للعشيرة وفق الأعراف العشائرية، لكن "قسد" عينته ممثلًا عن العكيدات في مجالسها. وأشار إلى أن وتيرة استهداف وجهاء العشائر قد تراجعت في السنوات الأخيرة، بعد تصاعد الصراع بين العشائر و"قسد" في منتصف عام 2023.

تهميش للعشائر

تتميز مناطق شمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة "قسد"، بطابع عشائري قوي، إلا أن المكون العشائري يعاني من التهميش، خاصة بعد اختيار إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما "وحدات حماية الشعب" كشريك أساسي لواشنطن في سوريا لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".

ورغم أن الدعم الأمريكي للقوات الكردية همّش دور العشائر العربية، إلا أن قياديين أمريكيين يلتقون باستمرار مع وجهاء وشيوخ هذه العشائر، وتبدي واشنطن توجهًا لاستمالة المكون العشائري في المنطقة، وهو ما كان يسعى إليه النظام السوري السابق وحليفتاه، روسيا وإيران.

تحرص "قسد" دائمًا على إظهار تواصلها مع وجهاء وشيوخ قبائل وعشائر المناطق التي تسيطر عليها، ويجري قائدها مظلوم عبدي لقاءً دوريًا سنويًا معهم، لكن علاقتها الحقيقية مع هذه القبائل والعشائر تتم عبر استراتيجية محددة تظهر على شكل "استغلال واستثمار وتحالف وتفكيك مراكز القوة في القبيلة"، وفق مركز "جسور للدراسات".

انعكست إشكالية التمثيل بالنسبة لعشائر شمال شرقي سوريا عندما نشبت مواجهات مسلحة بين أبناء المنطقة و"قسد" في منتصف عام 2023، بقيادة إبراهيم الهفل، وهو أحد شيوخ قبيلة "العكيدات"، المتهم بالتبعية للنظام السوري السابق.

العشائر السورية.. انقسام حسب المصالح والولاءات
مشاركة المقال: