الإثنين, 14 يوليو 2025 10:02 PM

رحيل قامة أدبية: سوريا والعالم العربي يودعان الشاعر والناقد وليد مشوّح

رحيل قامة أدبية: سوريا والعالم العربي يودعان الشاعر والناقد وليد مشوّح

فقدت الأوساط الأدبية والثقافية في سوريا والعالم العربي الشاعر والناقد السوري الدكتور وليد مشوّح، الذي فارق الحياة يوم السبت عن عمر يناهز الثمانين عاماً، بعد صراع مع المرض. ترك الراحل إرثاً أدبياً وصحفياً حافلاً بالإبداع والعطاء.

برحيل الدكتور مشوّح، يخسر المشهد الثقافي صوتاً صادقاً وضميراً أدبياً نادراً، كان له دور مؤثر في بناء الوعي الجمالي والنقدي على مدى عقود. ولد الراحل في مدينة دير الزور عام 1944، ودرس اللغة العربية في الجامعة المستنصرية في بغداد، حيث حصل على شهادة البكالوريوس، ثم واصل دراساته العليا في جامعة دمشق، وحصل على الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي الحديث.

انخرط الدكتور مشوّح في العمل الثقافي والصحفي منذ بداياته، وتولى مسؤوليات بارزة، منها رئاسة تحرير صحيفة "الأسبوع الأدبي" ومجلة "الموقف الأدبي"، بالإضافة إلى مهامه السابقة في وكالة الأنباء السورية ومجلة "البعث".

تميز الدكتور مشوّح بعطائه المتنوع بين الشعر والنقد، حيث كتب نصوصاً زاخرة بالوجدان والالتزام. تنوعت أعماله الشعرية في الرؤى والتجارب، ومنها: "الظلال الأربعة للوجه الواحد" (1971)، "ملصقات على جدران العقل الباطن" (1980)، "تمتمات إلى سيدة الحزن والفرح" (1982)، و"أعيش كما تشتهون أموت كما أشتهي" (1994).

وفي مجال أدب الطفل، ترك بصمته من خلال مجموعتين لافتتين: "أناشيد المجد" (1997) و"فتية الشمس" (2000)، والتي نال عنها جائزة شعر الأطفال من مؤسسة أنجال هزاع بن زايد.

أما في مجال الدراسات النقدية، فقد أثمرت جهوده عن مؤلفات نوعية منها: "الشاعر المضيّع أبو الفضل الوليد" (1985)، "الصورة الشعرية عند عبد الله البردوني" (طُبعت في دمشق ثم الرياض)، و"الموت في الشعر العربي السوري المعاصر" (1950–1990)، وهو العمل الذي نال عنه جائزة الإبداع في نقد الشعر.

كان الدكتور وليد مشوّح عضواً فاعلاً في الحياة الثقافية السورية، وشغل عضوية المجلس المركزي لاتحاد الكتاب العرب، وكان عضواً في جمعية الشعر واتحاد الصحفيين العرب، بالإضافة إلى مشاركاته الغنية في الإعلام الثقافي.

في رثائه، وصفه زملاؤه وأصدقاؤه بأنه "النخلة الباسقة" و"الصرح الأدبي الشامخ"، وأشاروا إلى أنه عاش ملتزماً بمبادئه وموروثه الثقافي، ومات كما اشتهى، في عزلته النقية المترفعة عن الأضواء، كما جاء في كلمات وداع مؤثرة نشرتها قريبته الكاتبة لبانة مشوّح. وخاطب "محمد حداد" صديقه الأديب الراحل قائلاً: "أيها الفراتي الجميل، السوري النبيل، يا سليل ورثة الجفاف والغزو والقهر؛ ها أنت تموت وحيداً كما تشتهي يا أبا نجيب، ونعيش نحن كما يشتهون... إلى عليين في جنات النعيم أيها المعلم الشهم والشاعر الأصيل".

وعلق "قيصر كضيب": "رحمك الله يا خالي أبا نجيب، وجعلك في روض الجنان. لقد عشت كما يشتهي عصرك، ومضيت كما تشتهي، متمسكاً بثوابتك وقيمك".

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: