روسيا تعزز إمدادات النفط إلى سوريا بشحنة جديدة لتعويض النقص الإيراني

أكدت مصادر خاصة وصول شحنة نفط روسي جديدة إلى سوريا خلال أيام، في إطار سلسلة إمدادات روسية متتالية تهدف إلى تعويض النقص الناتج عن توقف تدفق النفط الإيراني الذي كان يصل إلى سوريا قبل تدهور الأوضاع. ووفقًا لمصدر مطلع في وزارة النفط السورية، تبلغ الشحنة القادمة نحو مليون برميل من النفط الخام، ومن المتوقع وصولها خلال أسبوع. وأشار المصدر إلى أن هذه الشحنة تمثل خطوة مهمة ضمن خطة توريد تستهدف كميات كبيرة من النفط الخام خلال الربع الثاني من العام الجاري (2025)، بحسب ما نقله “إرم نيوز”.

وأضاف المصدر أن الشحنة جزء من مناقصة طرحتها وزارة النفط السورية، قبل دمجها مع وزارة الكهرباء مؤخرًا، لاستيراد 7 ملايين برميل من النفط الخام لصالح مصفاة بانياس. وتأتي هذه الخطوة في ظل تسارع جهود الحكومة لتأمين المواد النفطية اللازمة لتشغيل المصافي المحلية بعد أشهر من التوقف نتيجة نقص الإمدادات، حيث شهدت عمليات التكرير اضطرابات حادة خلال الفترة الماضية.

ارتفاع واردات النفط الروسي

شهدت واردات سوريا من النفط الروسي نشاطًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن وجدت الحكومة السورية في موسكو موردًا جديدًا للمساعدة في تخفيف النقص الحاد في الوقود واستبدال جزء من حوالي 80 ألف برميل يوميًا من النفط الخام كانت إيران ترسله سابقًا. ولكن بدلاً من مجرد استبدال إمدادات النفط الخام الإيرانية لمصافي سوريا، تزود روسيا سوريا بمزيج من النفط الخام والمنتجات المكررة الرئيسية، وفقًا للمصدر في وزارة النفط.

وكانت دمشق قد عزت في وقت سابق توجهها إلى النفط الروسي إلى أن التوريد يجري من خلال شركات خاصة فازت بمناقصات، دون وجود تعاقدات مباشرة مع الدول المصدرة، وعلى رأسها روسيا. وذكرت أن الشحنات تنفذ، سواء كانت نفطًا روسيًا أو غيره، وفق آلية استيراد محايدة لا تتضمن التزامات سياسية أو اقتصادية مباشرة مع الدول.

المناقصة الأكبر

يقول المصدر إن الشحنة المرتقبة تعد جزءًا من أكبر مناقصة نفطية في تاريخ سوريا. وقد أعلن عنها يوم 26 آذار/مارس الماضي، لتوريد 7 ملايين برميل من الخام إلى مصفاة بانياس على 3 مراحل، تمتد حتى 20 حزيران/يونيو المقبل. وكانت الموانئ السورية قد شهدت وصول 4 ناقلات مؤخرًا، 3 منها كانت محملة بنفط روسي، أفرغت حمولتها في مينائي بانياس وطرطوس، مما ساعد على إعادة تشغيل مصفاتي بانياس وحمص، البالغ مجموع طاقتهما الإنتاجية نحو 240 ألف برميل يوميًا.

جاءت هذه التحركات في ظل انقطاع الإمدادات الإيرانية منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، مما أدى إلى توقف مصفاة بانياس لأشهر، في وقت تسعى فيه سوريا من خلال هذه الشحنات إلى مواجهة أزمة الوقود المتفاقمة وتعويض العجز في الإنتاج المحلي.