الجمعة, 3 أكتوبر 2025 04:41 PM

زيارة وفد عسكري سوري إلى موسكو تسبق قمة الشرع-بوتين: تفاصيل التعاون العسكري والسياسي

زيارة وفد عسكري سوري إلى موسكو تسبق قمة الشرع-بوتين: تفاصيل التعاون العسكري والسياسي

وصل وفد من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو في 2 تشرين الأول، بهدف تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين، وفقًا لبيان الوزارة السورية. ترأس الوفد رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء علي النعسان. قام الوفد بزيارة "الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية"، حيث اطلع على منظومات الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.

تأتي هذه الزيارة قبل أسبوع من زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى موسكو لحضور القمة الروسية-العربية الأولى، المقرر انعقادها في 15 تشرين الأول، والتي ستجمع قادة جامعة الدول العربية مع الرئيس الروسي. وكانت السفارة السورية في موسكو قد صرحت لوكالة "سبوتنيك" الروسية في 10 أيلول الماضي، بأن الرئيس الشرع سيترأس الوفد السوري في القمة المرتقبة. وقد سبق الإعلان عن زيارة الرئيس السوري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع الوفد الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، في دمشق في 9 أيلول الماضي. ولم تصدر أي تفاصيل من وزارة الدفاع الروسية أو وسائل الإعلام الروسية حول الزيارة والمواضيع التي نوقشت خلالها.

جدل حول سلاح “S-400”

نشر مسؤول إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، عاصم غليون، صورة عبر حسابه في “فيسبوك” مع منظومة صواريخ يعتقد بأنها منظومة دفاع جوي روسي، وكتب على الصورة “اليوم في روسيا وفي قادم الأيام في سوريا”. إلا أن المسؤول نشر توضيحًا بعد أن أوّلت وسائل الإعلام السورية منشوره بأنه صفقة سلاح مرتقبة بين سوريا وروسيا، وقال إن المقصد الأساسي من الصورة هو أنه في روسيا لأداء مهامه مع الوفد الرسمي السوري، وسيعود قريبًا إلى سوريا بعد الانتهاء من برنامج الجولة الرسمية. وبخصوص السلاح الظاهر في الصورة، قال المسؤول إنه كان من ضمن الأسلحة المعروضة لدى الشركة التي قام الوفد بزيارتها، و"ما تم نشره عن صفقات شراء السلاح غير صحيح، ويراد منه تحريف الهدف الأساسي لما نشره".

العلاقة السورية- الروسية بعد سقوط النظام

تأتي زيارة وفد وزارة الدفاع السورية بعد يومين من ذكرى التدخل العسكري الروسي في سوريا في 30 أيلول 2015، لمساعدة الرئيس المخلوع بشار الأسد في إعادة فرض سيطرته على المناطق التي خسرها لصالح فصائل المعارضة المسلحة. وتسبب التدخل الروسي في سوريا بمقتل 6993 مدنيًا، بينهم 2061 طفلًا و984 سيدة، وسجلت محافظة حلب العدد الأكبر من الضحايا المدنيين، تلتها إدلب ثم دير الزور، بحسب أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

وتتجه مؤشرات عودة العلاقات السورية-الروسية في الفترة الأخيرة إلى مسار متقدم، بعد التحول السياسي الذي شهدته سوريا في أواخر عام 2024، إثر سقوط نظام الأسد. وتطرح التطورات على مسار العلاقات بين دمشق وموسكو تساؤلات حول احتمالات عودة فعلية بعد سقوط نظام الأسد، أم أن العوامل الإقليمية والدولية، والمصالح السياسية والاقتصادية، ستفرض مسارات جديدة وتوازنات مختلفة.

في 9 أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، بدمشق، واعتبر الشيباني أن علاقة سوريا وروسيا “عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضرًا”، مشيرًا إلى أن “الدعم الروسي الصريح” لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في مصلحة سوريا والمنطقة بأسرها. وقال ألكساندر نوفاك إن تحديد وتطوير العلاقات مع سوريا يتم تحت الإشراف المباشر للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معتبرًا أن سوريا دولة واعدة في الشرق الأوسط، وأن المرحلة التاريخية الجديدة ستكون العلاقات فيها بين الشعبين مبنية على الاحترام المتبادل، مشددًا على أهمية التعاون الثنائي.

وفي 31 تموز الماضي، التقى الوزير الشيباني في موسكو خلال زيارته، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، ومن ثم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لقاء وصفته إدارة الإعلام بوزارة الخارجية السورية حينها بـ”التاريخي”. وفي مؤتمر صحفي، أعقب الاجتماع، أعلن الجانبان إعادة النظر بالاتفاقيات الاقتصادية السابقة الموقعة بين الطرفين. وأعرب لافروف عن تطلع بلاده لتكثيف الحوار مع دمشق، قائلًا، “اتفقنا على التعاون لتجاوز التحديات كما أكدنا حرصنا على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واحترام سيادتها واستقلالها”. وأكد لافروف أن روسيا تعارض محاولة بعض الأطراف زعزعة استقرار سوريا واستخدامها ساحة لتصفية الحسابات، مشيرًا إلى أن الخطوات التي اتخذتها سوريا وأعلن عنها الرئيس أحمد الشرع ستساعدها على تجاوز الأزمة التي تمر بها. فيما اعتبر الوزير الشيباني أن الحوار مع روسيا “خطوة استراتيجية” تدعم مستقبل سوريا، مضيفًا، “نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل”.

مشاركة المقال: