الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 08:58 PM

سلافة الماغوط: دمشق في قصيدة حب وكرامة

سلافة الماغوط: دمشق في قصيدة حب وكرامة

سلافة الماغوط تكتب عن دمشق:

مشيت في شوارع دمشق واستنشقت عبق ترابها، حيث يفوح الزيزفون والريحان، وتتطاير نسائم الليلك والبنفسج من نوافذها وجنانها الغناء. كل شيء في دمشق يسحرني، حتى الدردشة العفوية والرومانسية مع سائق التكسي، كل شيء فيها طري وندي كأصابع الطفل الرضيع.

دمشق أرض بكر، جنة لم يطرد منها آدم وحواء، جنة من دون تفاحة وخطيئة. يا شام، ما أجمل التجول فيك تحت شمسك الساطعة! إفران مزدحمة، دوائر رسمية، معاملات وطوابع، مكاتب صرافة، مأكولات شهية، هنا أو هناك، لا ينقصها شيء سوى قليل من الجنون وكثير من الحب.

جنون العظمة سيف بتار نشطر فيه الماضي عن الحاضر ونكسر الصولجان. لا ينقصها شيء سوى كثير من الحب، فالحب تعويذة تحميها من الطائفية. فالمدينة يا سادة من دون حب مثل زورق بلا شراع، مثل جزيرة بلا نوارس، مثل طرقات من دون قناديل، مثل محار من دون لؤلؤ.

يا شام، أنت المهد وأنت اللحد، أنت الأم وأنت الأب، أنت العاصفة وأنت السكون، أنت الجذور وأنت الأغصان، أنت الفرح وأنت الحزن، فقط ببساطة لأنك الوطن. مهما جار الزمان، يبقى ماؤك فرات وبحرك أجاج وياسمينك فواح. مهما كاد الأعداء، في كل المعاجم والأساطير، شاء من شاء وأبى من أبى، ستبقين زمردة الشرق وتاج العرب وأيقونة الجمال وحمامة السلام وسمكة في بحر من الحيتان.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: