أكد نائب وزير الاقتصاد، باسل عبد الحنان، أن سوريا تعمل على استقطاب شراكات استراتيجية مع المستثمرين والشركات الدولية بهدف دعم تعافي القطاع الصناعي وتطوير التكنولوجيا ونقل المعرفة.
وفي كلمته خلال مشاركته في المؤتمر العام الحادي والعشرين لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) في الرياض، والذي أقيم تحت عنوان "القمة العالمية للصناعة 2025 "، أوضح عبد الحنان أن القطاع الصناعي السوري واجه تحديات كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث تجاوزت نسبة المصانع المدمرة كلياً أو جزئياً 40 بالمئة، مع فقدان جزء كبير من الموارد البشرية المؤهلة والكفاءة الصناعية.
وأشار إلى أن العديد من المصانع تعاني من عدم مواكبة التطور التقني والرقمي، مما أدى إلى انخفاض معدلات الإنتاج وارتفاع التكاليف وانقطاع سلاسل التوريد.
وشدد عبد الحنان على أن الشراكات الدولية وتبادل الخبرات يمثلان عنصرين أساسيين في مسار التعافي، مؤكداً أهمية تنفيذ مشاريع صناعية حيوية توفر فرص عمل واسعة، وتنشيط التعاون مع منظمة (يونيدو) لدعم برامج التنمية الصناعية في سوريا.
وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية الحالية تركز على إعادة بناء قاعدة إنتاجية متطورة وتعزيز القدرة التنافسية من خلال إعادة تأهيل المشاريع الصناعية القائمة، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير البنية التحتية الصناعية عبر إعادة إعمار وتأهيل المدن الصناعية المتضررة، وإنشاء مدن صناعية جديدة متكاملة الخدمات.
كما لفت إلى أهمية الاستثمار في رأس المال البشري من خلال تطوير وتأهيل الموارد البشرية بمهارات تتوافق مع متطلبات سوق العمل المستقبلي، إضافة إلى دفع عجلة التحول نحو الصناعات الخضراء ورفع كفاءة استهلاك الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد عبد الحنان على ضرورة تمويل البرنامج المقترح من قبل المانحين بهدف تحقيق أهداف التعافي الصناعي في سوريا، مشيراً إلى أن مستقبل العالم الصناعي يقوم على الشراكة والالتزام والرؤية المشتركة، وأن التنمية الصناعية المستدامة هي الطريق لعالم أكثر تقدماً وازدهاراً وحضارة.
وأعرب عن ترحيب الحكومة السورية بالتعاون الدولي مع الدول الصديقة لتعزيز جهود التعافي الصناعي، باعتباره ضرورة لإعادة تنشيط الدورة الاقتصادية وتحقيق نمو مستدام.
يذكر أن أعمال الدورة الـ 21 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) انطلقت يوم الأحد في الرياض بمشاركة 173 دولة، ويمثل سوريا في المؤتمر وفد برئاسة باسل عبد الحنان، نائب وزير الاقتصاد والصناعة، وعدد من الخبراء والمتخصصين في الشؤون الصناعية والاقتصادية. ويشارك في المؤتمر أكثر من 150 متحدثاً لمناقشة التحديات الرئيسة في مجال التصنيع المستدام والتنمية الصناعية.