وصلت دفعة قمح روسية إلى سوريا عبر ميناء اللاذقية، في أول شحنة من نوعها منذ سقوط النظام السوري. ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أنها تعتبر "استثنائية" ولا تشير بالضرورة إلى استئناف توريد القمح الروسي الذي توقف سابقًا.
نقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن تاجر، كان مسؤولًا عن إمدادات الحبوب الروسية إلى سوريا في عهد النظام السابق، أن سفينة "بولا مارينا" نقلت 6600 طن من القمح إلى ميناء اللاذقية قبل أسبوع. وأوضح التاجر، الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه، أن شركة روسية نظمت عملية التسليم، وهي شركة لم يسبق لها التعامل في استيراد الحبوب الروسية إلى سوريا. وأكد التاجر أنه "لا يوجد أي حديث عن استئناف إمدادات الحبوب المنتظمة من روسيا إلى سوريا حاليًا"، مشددًا على أن هذه الشحنة كانت "استثنائية".
وفي تصريح سابق لعنب بلدي، ذكر مدير المؤسسة العامة للحبوب، حسن العثمان، أن الباخرة نفسها تم استيرادها عبر شركة "الجود التجارية" الخاصة. وأضاف أن المؤسسة العامة للحبوب وقعت عقدًا لاستيراد 100 ألف طن من القمح وهي قيد التوريد، دون تحديد جهة الاستيراد. وأشار العثمان إلى أنه تم فض عروض لمناقصة استيراد لذات الكمية قبل عدة أيام، دون تقديم تفاصيل إضافية حول جهة الاستيراد.
وكانت "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية" قد أعلنت في 20 نيسان الحالي عن استقبال أول باخرة محملة بالقمح منذ سقوط نظام بشار الأسد. وذكرت الهيئة أن الباخرة تحمل 6600 طن من القمح، معتبرة أن هذه الخطوة "مؤشرًا واضحًا على بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي في البلاد".
تعتبر روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وكانت تزود النظام السوري السابق بالقمح من خلال ترتيبات مالية ولوجستية لتجاوز العقوبات الغربية. في المقابل، أبدت أوكرانيا استعدادها لتزويد سوريا بالقمح بعد تعليق روسيا لإمدادات القمح حتى إشعار آخر.
يذكر أنه في 13 كانون الأول 2024، علقت روسيا تصدير القمح إلى سوريا حتى إشعار آخر، بسبب "عدم اليقين بشأن السلطة الجديدة" وتأخر سداد المستحقات المالية السابقة. وكانت شركة "STG Engineering" الروسية قد أوقفت تصدير القمح إلى سوريا، لكنها أبدت استعدادها لاستئناف التصدير بعد التواصل مع حكومة دمشق المؤقتة. وأكد المدير العام للشركة، ديمتري تريفونوف، لوكالة "تاس" الروسية، أن الشركة أوقفت التصدير إلى سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، لكنها مستعدة لاستئنافها بعد إقامة اتصالات مع السلطات الجديدة.