السبت, 22 نوفمبر 2025 02:38 PM

شراكات استراتيجية في دمشق: الملتقى السوري الأردني يعزز التعاون في تكنولوجيا المعلومات

شراكات استراتيجية في دمشق: الملتقى السوري الأردني يعزز التعاون في تكنولوجيا المعلومات

شهد الملتقى السوري الأردني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي انعقد اليوم في دمشق، توقيع عدة عقود شراكة تهدف إلى تطوير التدريب وتمكين الكفاءات السورية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني. ومن المقرر أن تبدأ هذه العقود حيز التنفيذ بالتزامن مع ذكرى تحرير سوريا في الثامن من كانون الأول القادم.

الملتقى، الذي نظمته وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات السورية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة الأردنية وجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن (إنتاج)، تضمن جلسات تعريفية وتشاورية بين الشركات الأردنية والسورية بهدف النهوض بقطاع الاتصالات ومواكبة التطورات العالمية المتسارعة.

الاستثمار الحقيقي يتطلب حضوراً دائماً وشراكات طويلة الأمد

أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، في كلمته أن السوق السورية مفتوحة للشركات الأردنية، مشيراً إلى أن الاستثمار الفعال يتطلب حضوراً دائماً وفهماً عميقاً لطبيعة السوق. وأضاف أن النجاح الحقيقي يكمن في الالتزام طويل الأمد من خلال شراكات راسخة ومستدامة، وليس عبر مشاريع قصيرة الأجل.

وأوضح الوزير هيكل أن القطاع التقني في سوريا بحاجة ماسة إلى تبني المفاهيم الحديثة التي تطورت عالمياً، مثل الأمن السيبراني، حماية البيانات، وأنظمة التحول الرقمي. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تحديث هذه المفاهيم ضمن خطتها الاستراتيجية.

كما أكد الوزير هيكل أن بناء وتطوير الكفاءات الوطنية يمثل محوراً أساسياً للنهوض بقطاع الاتصالات، وأن سوريا تمتلك طاقات بشرية قادرة على التطور السريع من خلال التكامل مع الخبرات الأردنية. وأضاف أن الوزارة، بالتنسيق مع هيئة الاستثمار، تعمل على جذب الاستثمارات الإقليمية والدولية، وتعزيز بيئة ريادة الأعمال التقنية، وتوفير الأطر اللازمة لنمو الشركات الناشئة.

واختتم الوزير هيكل بالإشارة إلى أن انعقاد هذا الاجتماع في دمشق يمثل لحظة تاريخية، وأن الروابط الاجتماعية والاقتصادية التي تجمع سوريا والأردن تجعل هذا اللقاء خطوة طبيعية، رغم التحديات التي واجهت البلدين في السنوات الأخيرة.

الملتقى جسر لتعزيز التعاون بين سوريا والأردن

من جانبه، أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، سامي سميرات، أن الملتقى يمثل جسراً جديداً لتعزيز التعاون بين البلدين ومنصة عملية لبحث فرص الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالات الاتصالات والتقنية. ويهدف إلى بناء شراكات تقنية مع الشركات السورية وتوسيع آفاق التعاون المشترك من خلال تعزيز التشبيك وإطلاق مشاريع مشتركة وتوسيع فرص الاستثمار في قطاع الاتصالات والتقنية، بما يخدم مصالح البلدين.

وأوضح الوزير سميرات أن وجود الوفد الأردني في دمشق يحمل رسالة قوية تؤكد عمق العلاقات الأردنية السورية، القائمة على روابط تاريخية راسخة ومصالح مشتركة بين الشعبين، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تشهد مستوى أكثر نضجاً من التعاون، مدعوماً بالزيارات المتبادلة خلال الأشهر الماضية.

ويأتي انعقاد الملتقى تتويجاً لسلسلة اجتماعات تنسيقية عقدت في البلدين خلال الفترة الماضية، والتي ركزت على تعزيز التعاون في قطاع الاتصالات والتقانة وتوسيع آفاق العمل المشترك. ويتزامن الملتقى مع انطلاق الدورة الحادية عشرة لمعرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "سيريا هايتك" في مدينة المعارض بدمشق، بمشاركة نحو 225 عارضاً محلياً وعربياً ودولياً في مجالات التكنولوجيا والاتصالات والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

مشاركة المقال: