يتناول هذا المقال شعار "قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد" وتحليله من منظورات مختلفة في الفكر الإسلامي. يستند المقال إلى الآية القرآنية "ومن يطع الرسول فقد أطاع الله"، والتي يرى البعض فيها تداخلاً بين طاعة الرسول وطاعة الله.
يذكر المقال أن الرسول كان يقول "من أطاعني فقد أطاع الله ومن أحبني فقد أحب الله"، الأمر الذي دفع البعض إلى اتهامه بأنه يريد أن يتخذه الناس إلهاً. وترد الآية السابقة على هؤلاء، وهي مشابهة للحديث المروي عن الرسول.
بينما يذهب الصوفيون والسالكون مدارج العرفان إلى تأويلات لاهوتية للآية، فإن تيارات الإسلام السياسي والسلفي والجهادي صاغت منها شعار "قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد". يشير المقال إلى أن كلمة "الأبد" في الشعار قد تحمل إيحاءات لاهوتية خفية، لكنه يركز على تحليل معنى الشعار وتفسيراته.
يوضح المقال أن الإسلاميين اختلفوا في تأويلاتهم للشعار ومضمونه وحدوده وكيفية تطبيقه، لكنهم اتفقوا عليه عاطفياً ووجدانياً. وقد حمل كل فريق إسلامي الشعار ما يشاء من مضامين ومعانٍ، مثل "الوطنية" و"العالمية" و"الديمقراطية" و"الخلافة".
تكمن إشكالية الشعار في تحويل الرمز الديني (الرسول محمد) إلى قائد. يستشهد المقال برأي الباحث والكاتب محمد أمير ناشر النعم، الذي يرى أن الرمز وجود قائم على المعنى، بينما القائد يقوم على الحضور والفعل والمباشرة. ويشير ناشر النعم إلى أهمية حضور القائد المادي ومباشرته للقيادة بنفسه، كما ذكر في مقال له منشور على موقع تلفزيون سوريا عام 2019 تحت عنوان "سوريا بين شعارين".
ويضيف المقال أن عدم حضور الرسول حضوراً مباشراً للقيام بمهام القيادة سيؤدي إلى الحاجة لشخص يتولى هذه القيادة باسمه أو نيابة عنه. ويشبه المقال شعار "قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد" بشعار "لا حكم إلا لله" الذي رفعه الخوارج في وجه الإمام عليّ. ويستشهد بقول عليّ بن أبي طالب الشهير: "كلمة حقّ يراد بها باطل".
ويؤكد المقال على أهمية التفريق بين حكم الله والإمرة، وأن الإمرة يمكن أن تكون "برّة أو فاسقة". كما يؤكد على عدم احتكار فهم القرآن، وأن تفسيره يختلف باختلاف أفهام الرجال. ويختتم المقال بالتأكيد على أنه ليس هناك حكم إلهي ولا قيادة نبوية بعد وفاة الرسول محمد، بل هو حكم بشري ناقص وقاصر.
ويشير المقال إلى أن كل من يدعي أنه يفسر الإسلام ويطبقه كما كان يمكن أن يفسره أو يطبقه الرسول محمد، فهو مدّعي نبوة. (أخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)