شبكة أخبار سوريا والعالم/ كشفت شركة «شيلد» للذكاء الاصطناعي Shield AI، ومقرها سان دييغو، عن إطلاق طائرة «إكس-بات X-BAT»، التي تعتبر أول طائرة مقاتلة في العالم قادرة على الإقلاع عمودياً ويقودها «طيار ذكي»، وفقاً لما كتبته أليكس باسترناك(*).
نقلة نوعية: تمثل هذه الطائرة نقلة نوعية في تكنولوجيا الدفاع، حيث يصل مداها إلى 2000 ميل. تتميز الطائرة باستقلاليتها عن مدرجات المطارات، وقدرتها على الطيران ذاتياً حتى في حالات التشويش على أنظمة الاتصالات أو نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس».
تتمتع «إكس-بات» بقدرات مشابهة لطائرة شيلد المسيرة V-BAT drone التي سبق اختبارها في المعارك، بما في ذلك الإقلاع والهبوط العمودي. ومع ذلك، فإن تصميمها الأكبر حجماً، وأجنحتها المدمجة، ومحركها النفاث المطور، بالإضافة إلى قدرتها على حمل الصواريخ وأنظمة الحرب الإلكترونية، تضعها في فئة جديدة من الطائرات العسكرية التي تدار بالذكاء الاصطناعي.
قوة جوية من دون مدرجات: يصف براندون تسنغ، رئيس شيلد ومؤسسها المشارك، هذا الابتكار بأنه «قوة جوية من دون مدرجات»، وهي قدرة يعتبرها «الهدف الأسمى للردع».
فئة جديدة من طائرات الذكاء الاصطناعي القتالية: تنضم طائرة «إكس-بات» إلى قطاع يشهد نمواً سريعاً في مجال الطائرات المقاتلة التي يقودها الذكاء الاصطناعي، والتي يجري تطويرها لصالح وزارة الدفاع الأميركية والجيوش الحليفة. يتصور البنتاغون أن تعمل هذه الطائرات الروبوتية جنباً إلى جنب مع طيارين من البشر أو كأسراب مستقلة.
يتسابق الجيش الأميركي وحلفاؤه حالياً لنشر «أجنحة طيران موالية» – وهي طائرات يتحكم بها الذكاء الاصطناعي ومصممة للتكامل مع الطائرات المأهولة – وأنظمة مضادة للطائرات من دون طيار لتحييد طائرات العدو من دون طيار.
اختبارات وتجارب: كشف تسنغ أن السعر المتوقع لطائرة «إكس-بات» سيكون حوالي 27 مليون دولار. وأشار إلى أن اختبارات الإقلاع والهبوط العمودي قد تبدأ في أواخر عام 2026، مع تجارب طيران كاملة في عام 2028.
«هايفمايند»: تفوق الذكاء الاصطناعي على الطيار البشري: يتمثل الابتكار الأساسي لشركة شيلد في نظام «هايفمايند» Hivemind للذكاء الاصطناعي، الذي طُوّر في الأصل من خلال أبحاث جامعة كارنيجي ميلون.
يسمح «هايفمايند» للطائرات والطائرات المُسيّرة، وحتى السفن، بالعمل بشكل مستقل في بيئات لا يتوفر فيها نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) للاتصالات، سواءً العمل بشكل فردي أو في أسراب مُنسّقة. وقد أثبت هذا النظام براعته عندما تفوقت مقاتلة يقودها الذكاء الاصطناعي باستخدام خوارزميات شيلد على طائرة F-16 يقودها طيار في مُحاكاة قتال جوي فوق كاليفورنيا.
يدمج «هايفمايند» الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من الأنظمة الجوية والبحرية.
مسيّرات «اكس-بات»: كانت طائرة «إكس-بات» من دون طيار، المنتج الرائد من شيلد، شهدت استخداماً واسع النطاق في مناطق النزاع. وهي بطول تسعة أقدام، ومدة طيران تبلغ 13 ساعة، ومدى 80 ميلاً، وحمولة 40 رطلاً، استخدمتها أوكرانيا وإسرائيل والولايات المتحدة، بالإضافة إلى خفر السواحل الأميركي. وقد وفّر أداؤها في ساحات المعارك التي لا يتوفر فيها نظام تحديد المواقع العالمي، مثل أوكرانيا، اختباراً حاسماً لبرنامج شيلد المستقل، الذي يُمكّن المهام من الاستمرار حتى بعد فقدان الاتصالات.
وكان الرئيس دونالد ترمب أصدر في يونيو (حزيران) 2025، أمراً تنفيذياً بعنوان «إطلاق العنان للهيمنة الأميركية للطائرات من دون طيار»، مما سرّع تطوير وتسويق تقنيات الطائرات من دون طيار والذكاء الاصطناعي.
رؤية الردع: يُلخِّص تسنغ مهمة الشركة بفلسفة متناقضة: «النصر الأعظم لا يتطلب حرباً». إذ ومن خلال الجمع بين الاستقلالية والتنقل الرأسي والدقة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، تأمل شيلد في إعادة تعريف طبيعة الردع – وهو مستقبل تحافظ فيه الآلات الذكية على السلام من خلال جعل الصراعات واسعة النطاق غير قابلة للفوز.
مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».