الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 05:11 PM

صدام أمريكي صيني في مجلس الأمن حول قناة بنما: واشنطن تحذر من تهديد التجارة العالمية

صدام أمريكي صيني في مجلس الأمن حول قناة بنما: واشنطن تحذر من تهديد التجارة العالمية

شهدت الأمم المتحدة يوم الاثنين مواجهة حادة بين الولايات المتحدة والصين بشأن قناة بنما، حيث حذرت واشنطن من أن نفوذ بكين المتزايد على هذا الممر المائي الحيوي قد يشكل تهديداً للتجارة والأمن العالميين. في المقابل، اعتبرت الصين الاتهامات الأمريكية مجرد ذريعة للاستيلاء على القناة، وفقاً لما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقد جرت هذه المواجهة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حيث أكد رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، على حياد القناة وملكية بلاده لهذا الممر المائي الذي يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. وتتولى بنما رئاسة المجلس لهذا الشهر، وكان مولينو يترأس اجتماعاً حول التحديات التي تواجه الأمن البحري.

وخلال الاجتماع، صرح الأمين العام للإنتربول، فالديتسي أوريكويزا، للأعضاء بأن هذه التحديات تشمل القرصنة والسطو المسلح والجريمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى استخدام مجرمي الإنترنت للذكاء الاصطناعي كسلاح لمهاجمة الموانئ التي تعاني من «ضعف الأمن السيبراني والانكشاف الكبير».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد سلط الضوء على قضية بنما قبل فوزه بالانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين اقترح أن تفكر بلاده في استعادة السيطرة على قناة بنما، متهماً بنما بالتفريط في نفوذها لصالح الصين.

يُذكر أن الولايات المتحدة شقت القناة في أوائل القرن العشرين لتسهيل مرور السفن التجارية والعسكرية بين سواحلها، ثم انتقلت السيطرة عليها إلى بنما عام 1999 بموجب معاهدة وقعها الرئيس جيمي كارتر عام 1977.

من جانبه، شدد السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، فو كونج، أمام المجلس على أن «بنما أدارت القناة باستمرار وبكفاءة، وقدمت إسهامات كبيرة للملاحة والتجارة العالميتين»، مؤكداً أن «الصين تحترم دائماً الحياد الدائم للقناة وتدعم بقوة حق بنما في حماية سيادتها عليها وضمان انفتاحها وسلاسة عملها».

أما السفيرة الأميركية بالإنابة، دوروثي شيا، التي تحدثت بعده، فقد انتقدت الصين، معربة عن قلقها من «نفوذها المفرط في منطقة قناة بنما، وخاصة على البنية التحتية الحيوية وعمليات الموانئ». وأشارت، في تلميح إلى مزاعم بكين في بحر الصين الجنوبي، إلى أن «مطالب الصين البحرية الواسعة وغير القانونية وإجراءاتها العدوانية تظهر تهديدها للأمن البحري والتجارة».

وأضافت أن الولايات المتحدة ترفض هذه المطالب وتدعم الدول التي تعارضها. وقالت شيا: «إن نفوذ الصين في منطقة القناة لا يشكل خطراً على بنما والولايات المتحدة فحسب، بل يمثل تهديداً محتملاً للتجارة والأمن العالميين».

مشاركة المقال: