الإثنين, 23 يونيو 2025 12:11 PM

ضربات أمريكية تستهدف منشآت نووية إيرانية: تفاصيل المواقع المستهدفة وتحذيرات الطاقة الذرية

ضربات أمريكية تستهدف منشآت نووية إيرانية: تفاصيل المواقع المستهدفة وتحذيرات الطاقة الذرية

شنت طائرات حربية وغواصات أمريكية هجومًا على ثلاث منشآت نووية رئيسية تابعة للبرنامج النووي الإيراني، وذلك يوم الأحد 22 من حزيران. استهدفت الضربات مواقع "فوردو" و"نطنز" و"مجمع أصفهان".

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال استضافته في برنامج شون هانيتي على قناة "فوكس نيوز"، عن إسقاط ست قنابل خارقة للتحصينات على موقع فوردو، وإطلاق 30 صاروخ "توماهوك" على مواقع نووية أخرى. وذكرت وكالة "رويترز" أن قاذفات أمريكية من طراز "B-2" شاركت في تنفيذ هذه الضربات.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تأكيدها عدم رصد أي علامات على تلوث إشعاعي نتيجة لهذه الضربات. وتعتبر هذه المنشآت عناصر أساسية في دورة الوقود النووي الإيراني، حيث تشمل مراحل متعددة بدءًا من تحويل اليورانيوم الخام، مرورًا بعمليات التخصيب، وصولًا إلى إنتاج الوقود النووي والمكونات التقنية اللازمة لتشغيل مفاعلات الأبحاث.

منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم

تقع هذه المنشأة في منطقة جبلية بالقرب من قرية "فوردو"، على بعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب شرقي مدينة قم، وعلى مسافة تتراوح بين 90 و100 كيلومتر من العاصمة طهران. وقد تم بناؤها داخل جبل صخري، حيث تقع الأجزاء الحساسة منها على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا تحت الأرض، وذلك لحمايتها من الهجمات الجوية والصاروخية بعيدة المدى.

تتمتع المنشأة بأهمية استراتيجية كبيرة بفضل موقعها الجغرافي المحصن، وتحيط بها شبكة دفاع جوي قوية، تضم منظومات "باور 373" الإيرانية و"S-300" الروسية، بالإضافة إلى منظومات رادار متقدمة، وفقًا لصحيفة "الشرق الأوسط".

تضم المنشأة قاعتين تحت الأرض، مجهزتين لاستيعاب حوالي 3000 جهاز طرد مركزي من طراز "IR-1"، وتستخدم لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من العتبة المطلوبة لتصنيع أسلحة نووية، وهو ما أثار قلقًا واسعًا في الغرب، بحسب وكالة "الأناضول".

مركز "أصفهان" للتكنولوجيا النووية

يقع هذا المركز جنوب مدينة أصفهان، على بعد حوالي 350 كيلومترًا جنوب شرقي طهران، في هضبة جافة بعيدة عن الكثافة السكانية، إلا أنه غير مدفون أو محصّن.

يضم المركز عدة مرافق رئيسية، من بينها:

  • مصنع تحويل اليورانيوم (UCF)
  • مصنع إنتاج وقود مفاعلات الأبحاث
  • مصنع تغليف الوقود المعدني
  • ثلاث مفاعلات بحثية
  • مختبرات صينية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني

كما يعمل فيه آلاف العلماء النوويين، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

محطة "نطنز" النووية

تقع على بعد حوالي 220 كيلومترًا جنوب شرقي طهران، وتُعد الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في إيران. وقد تم تخصيب اليورانيوم فيها حتى نسبة نقاء 60%، وهي نسبة إشعاعية معتدلة، لكنها تقترب من العتبة المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.

تشير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن الجزء العلوي من المنشأة قد دُمّر جراء غارة إسرائيلية. تضم منشأتين (رئيسية وتجريبية)، وتشغّل أكثر من 14 ألف جهاز طرد مركزي من أجيال مختلفة (IR-1، IR-2m، IR-4، IR-6)، وتُعد مركز التخصيب الصناعي الأساسي في البلاد.

وقد أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اعتقادها بأن معظم أجهزة الطرد المركزي، "إن لم يكن جميعها"، قد دُمّرت نتيجة الغارة التي تسببت أيضًا في انقطاع التيار الكهربائي عن الموقع.

تحذيرات وكالة الطاقة الذرية

حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، من أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد الأرواح، ويزيد من خطر وقوع تسرب إشعاعي قد تكون له عواقب "وخيمة" على السكان والبيئة، ويعرقل الجهود الرامية إلى منع حيازة إيران لأسلحة نووية.

كما دعا غروسي جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وذلك خلال كلمته في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة، يوم الجمعة 16 من حزيران 2025، في فيينا، بطلب من روسيا.

مشاركة المقال: