الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 11:06 PM

طرطوس تواجه تحديات المياه بمشاريع حصاد الأمطار الطموحة بانتظار التمويل

طرطوس تواجه تحديات المياه بمشاريع حصاد الأمطار الطموحة بانتظار التمويل

في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى كل قطرة ماء، تتسرب مياه الأمطار القيمة من بين أيدينا، تماماً كما تتسرب الفرص الثمينة. على الرغم من أن منطقتنا الساحلية تشهد هطولات مطرية جيدة خلال فصل الشتاء، إلا أن الوضع المائي لا يعكس هذا الوفر، حيث نعاني من نقص ملحوظ في المياه، خاصة في فصل الصيف عندما يزداد الطلب وتقل الموارد. من هنا، تبرز أهمية حصاد مياه الأمطار كخيار استراتيجي لا يحتمل التأخير، وذلك لضمان الأمن المائي، ودعم القطاع الزراعي، وتلبية احتياجات السكان في ظل التغيرات المناخية المتسارعة والتحديات البيئية المتزايدة.

أوضح المهندس محمد محرز، مدير الموارد المائية في طرطوس، لجريدة الحرية، أن المديرية قد أنجزت عدداً من السدود، بما في ذلك سدود الأبرش وخليفة والدريكيش والصوراني، بينما لا يزال العمل جارياً في سد البلوطية. بالإضافة إلى ذلك، يجري تنفيذ سدات في منطقتي البيرة والسميحيقة، في حين أن سدتي بمنّة وعين دليمة قيد الإنشاء.

كما أنجزت المديرية خزانات في مناطق مختلفة، أبرزها خزان الدَّي، وخزان الطواحين، وخزان رام ترزة، بالإضافة إلى أكثر من ٣٠ رامة ترابية موزعة في جرد القدموس وبانياس والشيخ بدر.

وأشار محرز إلى أن استخدام مياه الحصاد يتركز بشكل أساسي على توفير مياه الري، بالإضافة إلى استخدامها في سقاية المواشي، وإطفاء الحرائق، وتنمية الثروة السمكية. كما نوه بأن مشاريع مياه الشرب يتم تنفيذها بالتنسيق مع مؤسسة المياه، وتعتبر من أولويات الوزارة، كما هو الحال في سدود الدريكيش والصوراني والبلوطية.

تتولى المديرية تنفيذ السدات والخزانات المائية من موازنة الوزارة، وذلك بعد إجراء الدراسات الفنية والمالية اللازمة. أما الخزانات الحقلية التي ينفذها المواطنون ضمن أراضيهم الخاصة، فلا تحتاج إلى ترخيص. وأكد محرز أن المديرية على استعداد لتقديم الدعم الفني عند الطلب، وأن اختيار مواقع المشاريع يتم إما عبر استطلاع ميداني أو بناءً على طلبات المجتمع المحلي، حيث تجرى الدراسات وفقاً للمعطيات الجيولوجية والطبوغرافية والهيدرولوجية المتوفرة.

وكشف محرز عن وجود عدد من المشاريع الجاهزة للتنفيذ، بانتظار تأمين التمويل اللازم، ومن بينها سد مرقية وسد عين الكبيرة، بالإضافة إلى خزانات في مناطق الشيخ بدر والدردارة والمرانة والحاطرية وبصرمون وبلوسين وبدوقة وبصيرة الجرد، إلى جانب سدة خربة مكار، وسدة شرق قنية. وأشار إلى أن الدراسات الخاصة بهذه المشاريع تتضمن تقييماً للأثر البيئي، يشمل تأثيرها على المياه الجوفية والسطحية، فضلاً عن جدواها الاقتصادية بالنسبة للمواطنين.

كما أنجزت المديرية دراسة لتنفيذ أربعة خزانات في منطقة الحاطرية بالقدموس، نظراً لقلة الموارد الجوفية فيها، وهي مشاريع تنتظر التمويل اللازم من الوزارة، مع استمرار التنسيق مع جهات مانحة ومنظمات دولية لتنفيذها، وذلك لأهميتها الحيوية في دعم استقرار المنطقة مائياً. (اخبار سوريا الوطن 2-الحرية)

مشاركة المقال: