الجمعة, 5 ديسمبر 2025 05:14 PM

طرطوس وأرواد تحتفلان بذكرى التحرير: مطالب بالتنمية ومسيرة بحرية رمزية

طرطوس وأرواد تحتفلان بذكرى التحرير: مطالب بالتنمية ومسيرة بحرية رمزية

مع حلول الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، تستعد محافظة طرطوس، وخاصة جزيرة أرواد، لاحتفالات واسعة النطاق احتفاءً بما يصفه السكان بـ "اليوم التاريخي" في تاريخ سوريا. يشهد هذا الحدث حماسًا شعبيًا كبيرًا ورسائل تنموية واضحة يوجهها المواطنون إلى الحكومة الجديدة.

مطالب من الحكومة السورية الجديدة

نقل يوسف جنيد، أحد سكان طرطوس، في حديث لمنصة إعلامية، مجموعة من المطالب الأساسية التي تركز على أولويات مرحلة ما بعد التحرير، وأهمها:

  • معالجة أزمة البطالة من خلال توفير فرص عمل حقيقية للشباب، وخاصةً حملة الشهادات.
  • الاهتمام بالفئات الفقيرة ووضع برامج دعم مُستهدفة لتحسين مستوى المعيشة.
  • دعم الصيادين عبر توفير مستلزمات الصيد بأسعار ميسرة، وتأمين المحروقات بانتظام لتمكينهم من ممارسة مهنتهم دون عوائق مادية، مما يسهم في رفع دخلهم وانتشالهم من الفقر.
  • تطوير النقطة الطبية الوحيدة في جزيرة أرواد، من خلال تزويدها بالأجهزة الضرورية وزيادة الكوادر الطبية، كخطوة أولى لمعالجة التهميش الصحي المزمن الذي تعانيه الجزيرة.

أين كنا وأين صرنا؟

أعرب جنيد عن الفرحة العارمة التي تغمر أهالي طرطوس بهذه الذكرى، ونقل عنهم قولهم: "أين كنا وأين أصبحنا؟ نستطيع اليوم التعبير عن رأينا بحرية، بينما كنا قبل عام نسجن أو نعتقل لمجرد نظرة أو تعليق. أصبحنا نخاف *على* البلد، لا *من* البلد على أولادنا وأموالنا".

وأكد أن "المرحلة التي قطعتها سوريا خلال عام واحد كانت إيجابية وملموسة، رغم التحديات، وتشكل أساسًا لبناء دولة مدنية مستقرة".

مسيرة زوارق بحرية

على صعيد الاحتفالات، أعلنت جزيرة أرواد عن تحضيرات لحدث بحري رمزي كبير: مسيرة بحرية تضم 100 قارب، تتكون من 50 زورق صيد و50 زورق نقل. ستنطلق المسيرة من مرفأ الجزيرة نحو شاطئ طرطوس، وتحمل كل منها الهوية البصرية الرسمية لسوريا الجديدة، مطبوعة بقياس (30×30 سم)، في تعبير بصري موحد عن الانتماء الوطني والانطلاقة الجديدة.

تزيين المحال التجارية بأعلام الثورة

لم تقتصر الاستعدادات على الجزيرة؛ إذ بدأ سكان طرطوس وأرواد بتعليق أعلام الثورة وتزيين واجهات المحال التجارية. ومن المتوقع أن يتجمع المئات عند الكورنيش البحري العريض في طرطوس، المقابل لجزيرة أرواد، استعدادًا لاستقبال المسيرة البحرية.

يصف السكان هذا اليوم بأنه "أجواء العيد الوطني الكبير"، حيث ستنظم فعاليات جماعية بعد صلاة الفجر، تبدأ من المساجد وتتجه إلى ساحات الاحتفال، في تكامل بين البعد الديني والوطني.

بين الرسائل التنموية والاحتفالات الرمزية، يبرز المشهد في طرطوس وأرواد كمؤشر على تطلعات شعبية واضحة: لا اكتفاء بالحرية، بل سعي حثيث نحو العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة وإنصاف المناطق المهمشة، في رؤية تتجاوز الانتصار الثوري إلى بناء دولة تحمي كرامة مواطنيها، من أصغر جزيرة إلى أكبر مدينة.

مشاركة المقال: