الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 02:42 AM

طريق دمشق السويداء: إعلان الفتح لا يترجم إلى حركة مسافرين وتجارية

طريق دمشق السويداء: إعلان الفتح لا يترجم إلى حركة مسافرين وتجارية

على الرغم من إعلان وزارة الداخلية عن استكمال تأمين طريق "السويداء-دمشق" قبل حوالي شهرين من انقطاعه بسبب الأحداث الأمنية، إلا أن الطريق لا يزال متوقفاً عن حركة المرور.

وأكدت الوزارة أنها استكملت تأمين الطريق تمهيداً لفتحه أمام حركة النقل والتجارة، والتزامها بتلبية احتياجات أهالي السويداء وضمان حرية التنقل وتجاوز آثار الأزمة، مشددة على استمرار جهودها لضمان بقاء الطريق آمناً أمام المواطنين وحركة التجارة.

تتضارب الأنباء حول أسباب استمرار توقف الطريق، وتتغير بحسب الموقف السياسي من الأحداث الأخيرة. ينقل موقع عن مصادر لم يسمّها في المحافظة أن شركات النقل تلقّت إنذاراً من الفصائل المحلية في "السويداء" بعدم نقل المسافرين من وإلى دمشق، بذريعة عدم تكرار حالات الخطف أو تجدد التوترات خاصة في منطقة "المطلة" التي تسكنها غالبية من البدو.

وتقول المصادر إن حركة السفر على طريق "دمشق السويداء" مصرّح بها فقط للحالات الإنسانية خاصة مرضى السرطان والكلى، حيث جرى نقل أكثر من 30 مريض سرطان و20 مريض كلية إلى مشافي دمشق، بمساعدة فرق الهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية العاملة في السويداء.

وقال المسؤول الإعلامي في الهلال الأحمر "عمر مالكي" إن فتح طريق السويداء دمشق سهّل الحركة أمام نقل الإمدادات من قبل المنظمات الإنسانية ونقل المرضى إلى العاصمة.

وذكرت وكالة سانا الرسمية أن قافلتين إحداهما تجارية والأخرى تحمل مساعدات إنسانية دخلتا أمس إلى المحافظة عبر طريق "دمشق" بإشراف الهلال الأحمر، وذلك بعد إدخال أول قافلة مساعدات عبر الطريق ذاته يوم الخميس الماضي، بعد أن كانت المساعدات تدخل من معبري "بصرى الشام" و"بصرى الحرير".

في المقابل، يقول موقع أن المحافظة لا تزال تعتمد بشكل رئيسي على المساعدات الإغاثية، بينما يبقى دخول القوافل التجارية محدوداً جداً، بينما شهدت أسعار الفروج والخضار والفواكه زيادات ملحوظة يعزوها التجار إلى شحّ دخول المواد وفرض رسوم إضافية على الشاحنات التي يسمح لها بالعبور. كما يشهد واقع المحروقات شحّاً كبيراً حيث تدخل كميات من الغاز والمازوت لتشغيل المرافق الأساسية فقط، ما أوصل سعر ليتر البنزين إن وجد إلى 75 ألف ليرة، فضلاً عن نقص المياه التي وصل سعر النقلة الواحدة منها إلى 350 ألف ليرة، إضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء كلياً منذ الأمس نتيجة عمل تخريبي على خطوط الطاقة.

وبحسب الموقع ذاته، فإن تحوّل إلى ممر إنساني تدخل عبره المساعدات الإنسانية حصراً، دون أي انسياب للتجارة أو حركة طبيعية للسكان.

المعطيات من كافة الأطراف تشير إلى استمرار انقطاع الطريق رغم إعلان فتحه من قبل الحكومة، واقتصار الحركة فيه على إدخال المساعدات الإنسانية وقافلة تجارية واحدة، ما يعني استمرار المعاناة داخل "السويداء" من نقص البضائع وشحّ المواد الأساسية.

ولا يبدو أن الأمر كان متوقفاً على إعلان فتح الطريق، بقدر ما يحتاج إلى التوصل لاتفاق يعالج هذه الأزمة ويمنح ضماناً بالأمان لكل من يريد أن يتجه من وإلى "السويداء" بأنه لن يتعرّض لخطف أو قتل من أي جهة، ويعيد حقيقةً فتح كل الطرق والصلات بين "السويداء" و"دمشق".

مشاركة المقال: