في ظل عالم يشهد اضطرابات متزايدة وتصاعدًا لخطر حرب عالمية ثالثة، أطلق المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزالة كتابه الجديد "من الأمم المتحدة إلى الشعوب المتحدة". يمثل الكتاب دعوة جريئة لإجراء إصلاح شامل وإعادة هيكلة للأمم المتحدة، التي يرى أبوغزالة أنها لم تعد قادرة على تحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها قبل ثمانية عقود.
يأتي هذا الإصدار، المكون من 15 مقالًا تلخص خبرات المفكر، في وقت يشهد فيه النظام الدولي اختلالًا عميقًا. فالأمم المتحدة لم تعد قادرة على حفظ الأمن والسلم الدوليين، أو حماية حقوق الإنسان بمعزل عن مصالح الدول الكبرى، أو ضمان قدر من العدالة في العلاقات بين الدول والشعوب.
يؤكد الدكتور أبوغزالة، الذي شغل مناصب قيادية مؤثرة في الأمم المتحدة، أن إصلاح المنظمة أصبح ضرورة حتمية، خاصة في ظل "ويلات الحروب" التي تعصف بالعالم. يقترح أبوغزالة رؤية متكاملة لإعادة تعريف مفهوم الأمم المتحدة لتصبح أقرب إلى منظمة "الشعوب المتحدة"، تمثل هموم الإنسان في كل مكان، وليس فقط مصالح الدول الكبرى.
يدعو الكتاب إلى استثمار الثورة التكنولوجية لإحياء دور المنظمة، من خلال آليات جديدة تضمن مشاركة الشعوب في القرار الدولي. كما يستعرض التحديات التي تتجاوز قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها بمنظومتها الحالية، مثل النزاعات الإقليمية والدولية، والأزمات البيئية والصحية، والتغيرات التكنولوجية العميقة. ويحذر المفكر العربي من أن النظام الدولي القائم مهدد بالانهيار.
يثني الدكتور أبوغزالة على إنجازات الأمم المتحدة خلال ثمانين عامًا، لكنه يؤكد أن المنظمة بصيغتها الحالية لم تعد قادرة على مواكبة تحولات الواقع. يقدم أبوغزالة في كتابه خطة إصلاح ونداء عالمي لصناع القرار والمفكرين والنخب، مؤكدًا أن ساعة التغيير قد حانت.
(اخبار سوريا الوطن 2-المكتب الاعلامي لمجموعة طلال ابو غزالة)