الأحد, 23 نوفمبر 2025 07:11 PM

علاقات متينة: عُمان تدعم سوريا في مرحلتها الجديدة نحو الاستقرار والتنمية

علاقات متينة: عُمان تدعم سوريا في مرحلتها الجديدة نحو الاستقرار والتنمية

تُظهر العلاقات السورية – العُمانية مرة أخرى تميزها في الساحة العربية، وذلك بعد سلسلة لقاءات واتصالات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين خلال الأشهر الأخيرة. وتستمر الإشارات العُمانية الداعمة للإدارة السورية الجديدة بعد انتهاء النظام السابق، في إطار سياسة سلطنة عُمان الثابتة التي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتفضيل الحوار والدبلوماسية في أوقات التحول.

اتصالات وتنسيق مستمر

لم يكن لقاء وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في مسقط مع نظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي حدثاً معزولاً، بل يأتي ضمن مسار دبلوماسي نشط بين البلدين. ففي 21 تشرين الأول الماضي، تلقى الوزير الشيباني اتصالاً هاتفياً من نظيره العُماني بدر البوسعيدي، أكد خلاله الطرفان على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، وحرص الجانبين على مواصلة التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية. وفي السادس من تموز، استقبل الوزير الشيباني في دمشق سفير سلطنة عُمان لدى سوريا، تركي بن محمود البوسعيدي، لبحث فرص تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون لتحقيق تطلعات البلدين.

عُمان من أوائل الداعمين للإدارة السورية الجديدة

منذ الإعلان عن تشكيل الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، كانت سلطنة عُمان من أوائل الدول العربية التي أبدت دعمها للعملية السياسية الجارية في البلاد. ففي 11 كانون الثاني، استقبل الرئيس الشرع ووزير الخارجية وفداً عمانياً رفيعاً برئاسة المبعوث الخاص للسلطان، الشيخ عبد العزيز الهنائي، في زيارة حملت دلالات سياسية واضحة على دعم مسقط للمرحلة الجديدة في سوريا.

لاحقاً، بعث جلالة السلطان هيثم بن طارق برقية تهنئة رسمية إلى الرئيس الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية، متمنياً له التوفيق في قيادة سوريا نحو مرحلة من "الإصلاحات التنموية الشاملة والاستقرار الوطني الآمن"، كما جاء في نص البرقية التي نشرتها وكالة الأنباء العمانية. وتوالت بعدها برقيات التهنئة المتبادلة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية، مما يعكس قوة العلاقات واستقرارها رغم التحولات الإقليمية.

مجالات تعاون واسعة

تهدف الزيارات الرسمية المتبادلة بين الوفود الوزارية والاقتصادية من البلدين إلى تنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري. ويولي الجانبان اهتماماً خاصاً بقطاع النقل الجوي باعتباره أحد مفاتيح تعزيز الحركة التجارية والسياحية بين مسقط ودمشق، بالإضافة إلى مشاريع تنموية مشتركة يتم بحثها بشكل دوري في مجالات الطاقة والخدمات والتبادل التجاري.

مواقف عُمانية ثابتة

يبدو أن موقف عُمان من التطورات في سوريا يتماشى مع الثوابت الراسخة لسياسة السلطنة الخارجية، والتي تتمثل في الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع دول المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

حافظت سلطنة عُمان على موقف متوازن وداعم لسوريا في المحافل الإقليمية والدولية، ورحبت مسقط بقرار الحكومة الأمريكية رفع العقوبات عن سوريا، معتبرة أن هذه الخطوة تمكن الحكومة والشعب من تعزيز مسارات التنمية والتعافي الاقتصادي. كما أدانت السلطنة بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة، وجددت مسقط تأكيد دعمها الثابت لوحدة سوريا وسيادتها، وضرورة حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

ويرى مراقبون أن الأشهر الماضية تظهر أن العلاقات السورية–العُمانية تشهد نمواً متسارعاً وتنسيقاً عالياً على مختلف المستويات، مع توافق سياسي واضح في الرؤى والمواقف. وبينما تدخل سوريا مرحلة جديدة بعد انتهاء النظام السابق، تبقى عُمان من أبرز الدول الداعمة لخيارات السوريين، والمؤمنة بأن الاستقرار الإقليمي يمر عبر احترام سيادة الدول وتمكين الشعوب من تقرير مستقبلها.

الوطن

مشاركة المقال: