في تجربة مسرحية مؤثرة، يجتمع السوري جلال مندو والإسرائيلية شارون كوتكوفسكي على خشبة المسرح في بوتسدام، لاستكشاف آفاق التلاقي والمصالحة، والتركيز على الجانب الإنساني قبل أي اعتبارات أيديولوجية.
تدور أحداث المسرحية حول منزل في القدس الشرقية، تعود ملكيته لعائلة يهودية، وتؤول إلى امرأة تدعى دلفين (تجسدها شارون). في المقابل، تسكن هذا المنزل عائلة عربية مقدسية تدعى عائلة شاهيد (يمثلها جلال). تتصاعد الأحداث عندما يحين موعد انتقال الملكية، ليجد الاثنان نفسيهما وجهًا لوجه أمام تحديات الماضي، الذاكرة، والجغرافيا المعقدة.
في بداية هذا التعاون الفني، كانت الرهبة حاضرة. تعترف شارون بأنها لم تلتقِ من قبل بأشخاص من سوريا أو إيران، وكانت تخشى ردة فعلهم السلبية تجاهها بسبب هويتها. وبدوره، يوضح جلال أنه نشأ على فكرة أن إسرائيل واليهود هم أعداء، نتيجة للتربية السياسية والإعلامية التي تلقاها في سوريا. ومع ذلك، ومع مرور الوقت والعمل المشترك، اكتشف الاثنان أن القواسم المشتركة بينهما تفوق بكثير نقاط الاختلاف، مثل اللغة، الطعام، وتجربة الهجرة في ألمانيا.
تطرح المسرحية سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للمصالحة أن تبدأ من إنسان إلى إنسان؟ ورغم أن المسرحية لا تقدم حلولًا جاهزة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنها تفتح الباب أمام الحوار والتلاقي. وكما تقول شارون: «حتى لو كان مجرد حلم، يجب أن يبدأ في مكان ما، ربما عبر كوب قهوة».
المسرحية من إخراج سابينه فيدمان، وتأليف إسماعيل سيدّي، وقد عُرضت لأول مرة في 26 سبتمبر في مركز الثقافة ببابلسبيرغ.