الأحد, 12 أكتوبر 2025 10:53 PM

عميد هندسة المعلوماتية بدمشق يكشف: نقص الأساتذة يرهق العملية التعليمية.. وانتقادات حادة لاتحاد الطلبة السابق

عميد هندسة المعلوماتية بدمشق يكشف: نقص الأساتذة يرهق العملية التعليمية.. وانتقادات حادة لاتحاد الطلبة السابق

أكد عميد كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق، الدكتور عمار جوخدار، أن استراتيجيته منذ توليه إدارة الكلية قبل عامين ونصف، ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية. هذه المحاور تشمل محاربة الفساد والغش الامتحاني، وتحسين الظروف الدراسية للطلاب لتمكينهم من النجاح بقدراتهم الذاتية، وأخيراً إعادة بناء الثقة بين الطلاب والإدارة من خلال توفير بيئة تعليمية أفضل والانفتاح على سوق العمل.

وأوضح الدكتور جوخدار أن الكلية بدأت بمعالجة مشكلات مزمنة كانت تؤدي إلى ابتعاد الطلاب عن الكلية، مثل غياب النظافة، وضعف البنية التحتية، وقلة الأنشطة الطلابية. ولحل هذه المشكلات، تم توفير مخابر حرة مجهزة بالإنترنت والكهرباء لعمل الطلاب بعد الدوام، كبديل عن مقاهي الإنترنت المكلفة. كما جرى إعادة تأهيل الحمامات وضمان نظافتها، وتأمين مصليات ومواضئ للطلاب، بالإضافة إلى تنشيط الحياة الجامعية الترفيهية عبر نوادي الروبوتية، والشبكات، والبرمجيات، ونادي الشطرنج، ونادي الموسيقى، وإضافة ثلاث طاولات لكرة الطاولة للترفيه.

وأشار إلى أن أحد أبرز أهداف الإدارة كان تحويل الكلية إلى مكان محبب للطالب، يقضي فيه وقته للدراسة والمشاركة في الأنشطة، وليس فقط لحضور المحاضرات.

وفيما يتعلق بتفعيل دور الطالب، بين الدكتور جوخدار أن الكلية تعمل وفق مبدأ الشراكة، من خلال تشكيل لجان طلابية حقيقية تشارك في التنظيم واتخاذ القرارات المتعلقة بالأنشطة، من حفلات التخرج إلى المسابقات البرمجية، مع الاعتماد على متبرعين من الشركات العاملة في سورية دون تحميل الطلاب أي تكاليف إضافية.

كما شدد على أهمية الانفتاح على الخارج، موضحاً أن الجامعة وقعت مذكرات تفاهم لصالح الكلية مع شركات وجهات خاصة لتأمين فرص تدريب ومشاريع تخرج واقعية، وبدأت بفتح قنوات تعاون مع جامعات وجهات بحثية محلية وخارجية.

أما في الجانب الأكاديمي، فأشار جوخدار إلى أن الكلية تعاني نقصاً كبيراً في الكادر التدريسي، حيث لا يوجد فيها سوى قرابة خمسة عشر مدرساً متخصصاً فقط، وهو عدد لا يغطي الحاجة الفعلية لمواد الكلية، وخصوصاً الجوانب العملية والمخبرية. وأوضح أنه تم الاستعانة بعدد من الخريجين المتميزين والمتطوعين للمساعدة في التدريس العملي والإشراف على المشاريع، ما ساهم في سد جزء من النقص وتحسين جودة العملية التعليمية.

وأكد أن الإدارة تعمل على تحسين جودة التعليم من خلال ضبط الامتحانات عبر كاميرات المراقبة وتطبيق القانون بصرامة، مع تنظيم الاعتراضات على العلامات ضمن أطر قانونية واضحة.

وانتقد عميد كلية الهندسة المعلوماتية دور اتحاد الطلبة في فترة النظام السابق، معتبراً أنه كان أقرب إلى جهة رقابية تمارس دوراً أمنياً داخل الجامعات، ووصفه بأنه "أشبه بالمخابرات"، بدلاً من أن يكون جسماً طلابياً يمثل مصالح الطلاب ويدافع عن قضاياهم. وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب نموذجاً جديداً لاتحاد الطلبة شبيه بما تقوم به الكلية حالياً، حيث توجد العديد من اللجان الطلابية والمتطوعين الذين يقومون بتنظيم الفعاليات الطلابية المختلفة، وتقدم لهم إدارة الكلية الدعم اللازم.

وأوضح أن هذه اللجان لا تتدخل مباشرة بعمل الكليات إلا من خلال النقد البناء ونقل أفكار الطلاب لإدارة الكلية والدفاع عن مصالح الطلاب من خلال قنوات الشكاوى الرسمية.

وختم جوخدار بالتأكيد على أن كل هذه الخطوات تهدف إلى "إعادة بناء علاقة الثقة بين الطالب والإدارة"، وتأسيس بيئة تعليمية متوازنة تجمع بين الانضباط والمرونة، ليشعر الطالب بأن الكلية بيته الحقيقي وليساهم بدوره في تطويرها.

مرام جعفر ـ الوطن

مشاركة المقال: