الخميس, 18 سبتمبر 2025 02:02 AM

غازي حمد يكشف للجزيرة تفاصيل محاولة إسرائيلية لاغتيال قيادات حماس في الدوحة

غازي حمد يكشف للجزيرة تفاصيل محاولة إسرائيلية لاغتيال قيادات حماس في الدوحة

في مقابلة حصرية بُثت على قناة الجزيرة القطرية مساء الأربعاء، ظهر القيادي في حركة حماس، غازي حمد، في أول ظهور علني لمسؤول بارز في الحركة منذ الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة في التاسع من سبتمبر/أيلول.

أفادت مصادر مقربة من حماس أن حمد كان ضمن ستة قياديين من الحركة اجتمعوا في الدوحة داخل مبنى استُهدف في الضربة الإسرائيلية، وكان برفقته كل من خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين وباسم نعيم وطاهر النونو.

وصرّح حمد قائلاً: "علمنا أنه استهداف إسرائيلي"، مشيراً إلى أن الموقع تعرض لـ "نحو 12 صاروخاً في أقل من دقيقة"، ووصف الهجوم بأنه "عدوان غادر علينا وعلى الشقيقة قطر".

وأضاف حمد أن وفد المفاوضات كان يدرس المقترح الأميركي مع بعض مستشاريه عندما حاولت إسرائيل اغتيالهم في الدوحة الأسبوع الماضي.

ووفقاً لحمد، وقع الهجوم بعد أقل من ساعة من بدء الاجتماع، وعند سماع صوت الصواريخ، أدرك المجتمعون أنهم يتعرضون لمحاولة اغتيال. وأشار إلى أن القادة تعاملوا بسرعة مع الحدث وخرجوا من المكان الذي ضرب بنحو 12 صاروخاً في أقل من دقيقة.

ووصف حمد الوضع بالصعب بسبب قوة الضربات، مؤكداً أن القادة المستهدفين تمكنوا من الخروج من المكان بسرعة.

وأشار إلى أن حماس لا تستبعد تواطؤ الولايات المتحدة في تدمير إسرائيل لمدينة غزة والقضاء على معالم الحياة فيها وتطهيرها عرقياً، لتحقيق أهدافها "الدموية"، مؤكداً أنها "باتت معروفة للجميع".

واعتبر القيادي في حماس أن العواصم العربية والإسلامية "أصبحت تقف في مواجهة هذا العدوان البربري الفاشي، وليست المقاومة فقط"، وقال إن ما جرى في الدوحة "يؤكد أن القاهرة والرياض وبغداد وعمّان ليسوا بعيدين عن هذا الانفلات الإسرائيلي الجنوني المدعوم أميركياً".

كما اعتبر أن هذه الحالة "تمثل امتحاناً لأمن وكرامة الأمتين العربية والإسلامية"، وأنها "تفرض على الدول اتخاذ مواقف للرد على غطرسة بنيامين نتنياهو، المطلوب للجنائية الدولية، الذي يتحدث علناً عن تغيير شكل الشرق الأوسط، ويقصف بيروت ودمشق، ويهدد بقصف كل عاصمة عربية علناً".

وطالب حمد العرب والمسلمين والمجتمع الدولي بتحمل المسؤولية واتخاذ مواقف جادة لوقف هذه الغطرسة، مؤكداً أن إسرائيل بقصفها للدوحة أثبتت أنها لا تريد سلاماً ولا تعايشاً وإنما "تريد فرض السلام بالقوة والبلطجة".

ووصف حمد تجربة التعامل مع الأميركيين كوسطاء بأنها مريرة، وقال إن الحركة تعاطت بمرونة مع المبعوث ستيف ويتكوف، مؤكداً أن الولايات المتحدة "لم تحترم وعودها ولا كلامها، وكانت تبدل وتغير مواقفها ومقترحاتها على مدار الساعة في تواطؤ واضح مع الاحتلال".

واتهم حمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسماح لإسرائيل باغتيال الوفد المفاوض بعد ساعات من تسليمه مقترحاً له عبر الوسطاء القطريين، وقال إنه لم يمنع تنفيذ الهجوم على أرض قطر التي هي صديق وحليف إستراتيجي للولايات المتحدة.

وأكد القيادي في حماس أن الأميركيين لم يلعبوا دور الوسيط بجدية، واستند في ذلك إلى تملصهم المتواصل من المسؤولية وتواطئهم مع الاحتلال في الإبادة وقتل المفاوضين وتزويدهم بالسلاح لقتل الفلسطينيين، فضلاً عن حديث ترامب الدائم عن فتح أبواب الجحيم على غزة.

وبناء على هذه المعطيات، قال حمد إن الولايات المتحدة أكدت عدم مصداقيتها في هذه الوساطة ولم تترك للعرب أي مجال للتعامل معهم كوسيط نزيه، وحكمت على نفسها بأنها "متواطئة مع إسرائيل في إبادة الفلسطينيين".

ورداً على تهديدات ترامب من مغبة المساس بالأسرى الإسرائيليين، قال حمد إن الحركة "لا تأخذ تعليمات من ترامب ولا تهتم لتهديداته، وإنما تتعامل بمنطق شرعي وديني"، وشدد على أن من يقصف غزة بوحشية هو من يهدد حياة الأسرى.

وأكد أن ترامب كان دائماً في الجانب الخطأ لأنه لم يدفع إسرائيل لاستعادة أسراها بالطريق الصحيح وإنما دفعها لمواصلة الحرب، وقال إن هذا يؤكد تواطؤ الجانب الأميركي في هذه الحرب وعدم جديته في محاولات وقفها.

واستشهد في الضربة همام الحية، نجل رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية الذي أكدت الحركة أنه على قيد الحياة من دون أن تقدّم أي صور أو أدلة على ذلك.

مشاركة المقال: