يوسف فارس - يستغل جيش الاحتلال انشغاله بالحرب مع إيران لتنفيذ مجازر جماعية يومية في غزة. فبالإضافة إلى استهداف منتظري المساعدات في مراكز التوزيع الأميركية، شهدت مناطق شمال غرب مدينة غزة ومدينة خانيونس محرقة طاولت الأهالي النازحين في الخيام.
هؤلاء النازحون، الذين أُجبروا على ترك مناطقهم في مدن محافظة شمال غزة الثلاث ومخيماتها (جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون)، والأحياء الشرقية لمناطق شمال وادي غزة (من جباليا البلد إلى حي التفاح والشجاعية)، يعيشون في خيام عشوائية في شوارع وطرقات ومفترقات المناطق الغربية من شمال غزة، في أوضاع إنسانية قاسية تفتقر إلى الخصوصية والكرامة، مع شح في الأغطية والفرش وصعوبة الحصول على مياه الغسيل والشرب.
لم يكتف جيش الاحتلال بمعاناة أكثر من 500 ألف نازح، بل لاحقهم بالقتل حرقاً بالطائرات الانتحارية والصواريخ الحارقة. ففي شارع الجلاء، استشهد شخصان في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين، بينما استشهد ثلاثة آخرون في غارة استهدفت تجمعاً للنازحين في حي الزيتون شرقي مدينة غزة. كما استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة بالقرب من «مستشفى الحلو»، شمال غرب مدينة غزة. وفي مواصي مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، استشهدت طفلة وأصيب ثلاثة آخرون في قصف طاول خيمتهم.
المشهد تكرر في حيّ الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، حيث استهدفت طائرات الاستطلاع خيمة شحن هواتف محمولة، ما تسبب باستشهاد سبعة مواطنين وإصابة آخرين. كذلك، استشهد ثلاثة نازحين في استهداف طاول خيمتهم في مخيم اليرموك في شارع الوحدة في مدينة غزة. ومع حلول المساء، قصف جيش الاحتلال عدداً من خيام النازحين في مخيم درابيه شمال غرب مدينة غزة، ما تسبب باستشهاد سبعة مواطنين وإصابة العشرات. وإلى جانب ذلك، استهدفت الطائرات الحربية منزلاً مأهولاً لعائلة عياش في مخيم دير البلح، ما أدّى إلى استشهاد 11 مواطناً وإصابة العشرات.
المشترك في مجازر الخيام هو أنها ارتُكبت في مناطق مكتظة بالنازحين الذين لا يفصل بين خيامهم سوى شوادر من «النايلون» والقماش، وتتسبب الاستهدافات باستشهاد عائلات بأكملها. كما استمر استهداف منتظري المساعدات، حيث استشهد ثلاثون مجوَّعاً في إطلاق نار استهدفهم في منطقة «نتساريم» وسط القطاع.
في المقابل، وزّع الإعلام العسكري لـ«كتائب القسام» صوراً أظهرت تمكّن المقاومين من تنفيذ كمين محكم في حي الزنة شرقي محافظة خانيونس جنوبي القطاع، وتفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال وجنوده. كما أبلغ الإعلام الحربي التابع لـ«سرايا القدس» عن تمكّن المقاومين من تفجير عبوة ناسفة بآلية إسرائيلية في شارع خمسة في مدينة خانيونس جنوباً.