أثار قرار "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" بفرض رسوم على الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية (التاسع والبكالوريا) استياءً واسعًا في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، تزامنًا مع اقتراب مواعيد الامتحانات. واعتبره البعض تضييقًا على سكان المنطقة.
وبموجب القرار الصادر عن هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية، يتعين على الطلاب دفع 22500 ليرة سورية للتسجيل في امتحانات التعليم الأساسي، مع تقديم وثيقة رسمية (هوية شخصية، إخراج قيد فردي، أو دفتر العائلة) تتضمن الاسم الرباعي والكنية، مع رفض الصور الضوئية.
وحددت الفترة بين 11 و16 حزيران 2025 للتسجيل في مراكز المدن الكبرى كالقامشلي والحسكة والرقة والطبقة ودير الزور. ويُعفى الطلاب المنتقلون من مناطق أخرى من الرسوم بشرط تقديم بطاقاتهم الامتحانية أو وصل التسجيل.
يُذكر أن النظام التعليمي، كغيره من إدارات الإدارة الذاتية، يندرج ضمن رؤية أيديولوجية وسياسية للسلطات الحاكمة، ممثلة بقوات سوريا الديمقراطية SDF.
سخط وغضب شعبي
عكست ردود الأفعال الغاضبة على منصات التواصل الاجتماعي الاستياء من القرار وتوقيته. ووصفه البعض بـ "ابتزاز جديد" في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، واعتبروا فرض الرسوم "إهانة" للطلاب وذويهم.
وعلق أحد الأهالي من الحسكة: "منذ ستة أشهر نعيش بلا رواتب، ويريدوننا أن ندفع رسوم للتسجيل؟ أي ظلم هذا؟". وتحدثت سيدة عن الفوضى المصاحبة لتسليم البطاقات، مشيرة إلى حالات إذلال للطلاب وذويهم، وصلت إلى التهديد بالسلاح وتحطيم هواتف بعض الأهالي الذين حاولوا التوثيق.
غياب حكومي
حملت تعليقات عديدة الحكومة السورية مسؤولية غيابها عن الملف التربوي في شرق البلاد، معتبرة أن ترك المجال للإدارة الذاتية يفتح الباب أمام "تقسيم وظيفي غير معلن". ووصف آخرون الإدارة بأنها "عصابة تفرض سطوتها على الأهالي باسم التعليم".
وعقب أحد المعلقين: "إلى متى سيبقى مستقبل أبنائنا رهينة تجاذبات سياسية ومصالح سلطوية؟".
