أعلنت ولاية كلس جنوبي تركيا عن العثور على جثة طفلة سورية بعد يومين من الإبلاغ عن فقدانها. وأفادت الولاية عبر حسابها على منصة “إكس” مساء الأحد، 24 آب، بالعثور على الطفلة “أ.أ”، البالغة من العمر عامين، متوفية في بئر مياه بالقرب من منزل عائلتها، مؤكدة إجراء تحقيقات “دقيقة” في الحادث بالتنسيق مع مكتب المدعي العام الرئيسي في كلس.
بدأت القصة ببلاغ تلقته الولاية في 23 آب الحالي من والد الطفلة، يفيد باختفائها في حوالي الساعة السابعة من ذلك اليوم أثناء لعبها في الحديقة. ووفقًا لبيان سابق للولاية، باشرت مديرية شرطة ولاية كلس عمليات البحث بالتنسيق مع النيابة العامة التركية للعثور على الطفلة.
أثارت الحادثة ضجة في وسائل الإعلام التركية، مما استدعى الولاية إلى طلب الاعتماد على التصريحات الرسمية لتجنب انتشار الشائعات. وذكرت صحيفة “صباح” التركية أن الحادث وقع في حي “كتنجيلار” بولاية كلس، حيث أطلقت قوات الدرك والشرطة وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) وإدارة الإطفاء والشرطة البلدية وفرق البحث والإنقاذ عملية بحث واسعة النطاق. عُثر على جثة الطفلة في بئر بمبنى مهجور قرب منزل العائلة، وتم نقلها إلى المشرحة بواسطة فرق الإسعاف.
الناشط الحقوقي السوري، طه الغازي، أعلن عبر حسابه في “فيسبوك” عن تنسيقه مع محامين من نقابة المحامين في المدينة وكوادر من منظمات حقوقية تركية لتقديم الدعم القانوني لعائلة الطفلة ومتابعة التحقيقات، مشيرًا إلى أن بعض هؤلاء الكوادر كانوا جزءًا من الفريق القانوني الذي أشرف على قضية اختفاء ومقتل الطفلة السورية، غنى مرجمك، في نيسان 2023.
يذكر أن الطفلة غنى (12 عامًا) اختفت في ولاية كلس في 4 نيسان 2023 أثناء توجهها إلى المدرسة، وعُثر عليها مقتولة في بئر ماء بعد يومين من البحث. وذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن المشتبه به ربط فحمًا حجريًا حول عنق الطفلة، ما أدى إلى غرقها. ألقت الشرطة التركية القبض على شخصين للاشتباه بتورطهما في الجريمة، وفي 6 أيار 2024، حكمت محكمة الجنايات العليا الثانية في كلس على المتهم (ه.ب) بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة لإخفاء جريمة قتله للطفلة السورية وسلب حريتها والاعتداء الجنسي عليها، وبرأت المحكمة المتهم الثاني.
حضر المحاكمة محامو جمعية “أطفال الأرض” التركية (Yeryüzü Çocukları Derneği)، ونقلوا تفاصيل الجلسة عبر حساب الجمعية في موقع “إكس”. وقالت المحامية التركية ورئيسة هيئة الادعاء بتول توبال، إن الحادث خطط له في فترة قصيرة، والمتهمان ارتكبا الجرائم بوحدة فكرية وعملية ودافعا عن نفسيهما طيلة فترة التحقيق بمحاولة للتخلص من التهمة، وبجب معاقبتهما بأقصى قدر من الجرائم المنسوبة إليهم. جمعية “أطفال الأرض” التركية، نقلت عن محامية الجمعية سمية كوكجة، أن كلا المتهمين ارتكبا “الجريمة” بشكل واضح والأدلة تثبت ذلك، في حين قدمت المحامية الممثلة عن عائلة الطفلة، إسما يورت، أن المتهمين زادا طاقتهما من خلال تناول نوع “الميثامفيتامين” من المخدرات التي تناولاها بوعي، وقاما بتنفيذ الجرائم المنسوبة إليهما. وبعد تقديم محامي عائلة الطفلة، أعلن نواب مشاركون آخرون مع مبرراتهم أن أي قرار بتخفيف العقوبة على المتهمين لن يكون متوافقًا مع التشريع، وتجب معاقبتهما إلى أقصى حد بالأخذ بعين الاعتبار الغضب الشعبي الناجم عن الجريمة.