الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 02:30 AM

فرص استثمارية واعدة في سوريا: رؤى وتحليلات الدكتور رازي محي الدين

فرص استثمارية واعدة في سوريا: رؤى وتحليلات الدكتور رازي محي الدين

محاضرة بعنوان "فرص الاستثمار في سوريا... إستراتيجيات التميز ومحددات النجاح" ألقاها الدكتور والباحث الاقتصادي رازي محي الدين، دعا فيها إلى الاستثمار في سوريا بعقلية استراتيجية، مؤكداً أن الفرص الاستثمارية كبيرة وواعدة وطويلة الأجل.

أشار الدكتور محي الدين إلى أن سوريا لم تشهد استثمارات جديدة منذ 15 عاماً، على الرغم من موقعها الجغرافي المهم، والفرص والخبرات والمواد الأولية المتوفرة، بالإضافة إلى المزايا الاستثمارية الأخرى. وأوضح أن سوريا تمتلك فرصاً استثمارية في القطاعات الصناعية والعقارية والسياحية والزراعية والخدمية والتجارية، وأنها تعتبر دولة "خام" من ناحية الاستثمارات، مما يجعل الفرص الاستثمارية فيها كبيرة نظراً لما تمتلكه من مزايا تنافسية ومنتجات ذات جودة عالية تتناسب مع احتياجات السوق.

كما ذكر الباحث أن مقولة "رأس المال جبان" لا تنطبق على السوق السورية، لأن المستثمر في سوريا يعلم أنه يبحث عن المخاطر والربحية. وأضاف أن الشركات العالمية القوية تدخل في مرحلة إعادة الإعمار على الرغم من وجود مخاطر، لأنها تضمن وجود ربحية كبيرة، وأن الربح والنجاح يحتاجان إلى مغامرة.

وتطرق الباحث إلى مشاريع الاستثمارات الدولية التي تم توقيعها خلال العام 2025، حيث بلغ حجم الاستثمارات والاتفاقيات مع السعودية ما يقارب 6.4 مليارات دولار شملت مختلف القطاعات، ومع الإمارات استثمارات في الموانئ بلغت 800 مليون دولار. وأكد أن قسماً كبيراً من هذه الاستثمارات تحول إلى عقود حقيقية، وأن الشركات باشرت بالتوظيف، وأن هناك خمس شركات سوف تباشر العمل قريباً وهي بحاجة إلى نحو 100 فرصة عمل.

وحول معوقات الاستثمار، أفاد الدكتور محي الدين أنها تكمن في البيروقراطية وتعقيد الإجراءات، إضافة إلى ضعف البنية التحتية في بعض المناطق، والتحديات الخاصة بالسيولة والتمويل، وضعف الحوكمة في بعض المشاريع (الاستيراد والتصدير). ورغم المعوقات، أكد الباحث أن سوريا تستطيع تجاوز جميع التحديات، وأن هذا لا يعني أن سوريا ستكون الأولى في الاستثمار بالعالم، ولكن بالتأكيد سيكون هناك ارتفاع في درجات الربحية بشكل ملحوظ وتخفيض المخاطر إلى درجات مقبولة.

ودعا إلى ضرورة التوجه إلى التشاركية وتبادل الخبرات بين المستثمرين المحليين والخارجيين، مما يساهم في خلق شركات قوية وإعطاء مزايا تنافسية عالية، ويهدف إلى تطوير الكفاءات البشرية والإدارية. ولفت إلى أن النجاح يحتاج إلى حوكمة – أي فصل الملكية عن الإدارة والاعتماد على الكفاءات والخبرات وبناء إستراتيجيات عمل مرنة تتناسب مع سوق العمل ووضع مقاييس أداء عمل صحيحة ليست مبنية على العلاقات أو المعارف والمحسوبيات.

وبخصوص الاستثمار في السوق العقارية، أكد محي الدين أن هناك نقصاً كبيراً في موضوع امتلاك العقارات، وأن ملايين السوريين اليوم يبحثون عن مساكن، مبيناً أن سوق العقارات واعدة من حيث العرض والطلب، وأن هناك مشاريع للتطوير العقاري سوف تدخل السوق العقارية وبأسعار منخفضة وتناسب أصحاب الدخل المحدود. وخلص إلى القول إن مستقبل الاستثمار في سوريا كبير، وأن بناء سوريا سيبدأ بيد أبنائها.

هناء غانم

مشاركة المقال: