السبت, 6 ديسمبر 2025 04:27 PM

فهد خطاب: قصة سوري تجسد العودة إلى الوطن رغم الدمار

فهد خطاب: قصة سوري تجسد العودة إلى الوطن رغم الدمار

حماة-سانا: لم تكن عودة المواطن فهد عبد المجيد خطاب إلى بلدته، بعد غياب دام أربعة عشر عاماً بسبب التهجير، مجرد عودة عادية. فقد نصب خيمته فوق أنقاض منزله المدمر، معلناً أن الكرامة أغلى من الجدران، وأن الانتصار الحقيقي يكمن في العودة إلى الأرض مهما كانت الظروف.

على الرغم من سنوات الغياب القاسية، عاد ابن بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي، مفعماً بالسعادة لرجوعه منتصراً بعد انتهاء حقبة القصف والتهجير.

يروي خطاب حكايته لمراسل سانا، موضحاً أنه اضطر لمغادرة بلدته تحت وطأة القصف المكثف، وكان حينها شاباً متزوجاً وأباً لأربعة أطفال. وعلى الرغم من أن الحياة ساقته إلى مخيمات الشمال، إلا أن الحنين إلى مسقط رأسه لم يفارقه، مؤمناً بأنه سيعود يوماً ليعيش بحرية واستقرار.

ويضيف: إنه تنقل بين المخيمات لسنوات طويلة، وخلالها كبرت عائلته حتى بلغ عدد أبنائه ثمانية عشر طفلاً، عاشوا جميعاً حياة مليئة بالصعوبات، لكنهم لم ينسوا أرضهم ولا حلم العودة إليها والعمل فيها، وهو ما تحقق أخيراً في مثل هذه الأيام من العام الماضي.

ويشير خطاب إلى أن قرار العودة لم يكن قابلاً للنقاش أو التأجيل، فالارتباط بالبلدة وأيام الطفولة ظلّ حياً في وجدانه، لتكون العودة سريعة ومفعمة بالفرح والدموع. ويقول: "حين وصلت إلى منزلي ورأيته مدمراً، شعرت بالحزن، لكنني رفضت الاستسلام لليأس، فقررت أن أنصب خيمة فوق الركام تتسع لأطفالي الثمانية عشر، لنعيش فيها بحرية وكرامة".

ويرى خطاب أن مجرد العودة إلى بلدته والسكن فيها، ولو في خيمة، هو انتصار بحد ذاته وإعلان لبداية حياة جديدة خالية من الظلم والاضطهاد، مؤكداً أن العودة أغلى من البيت، والكرامة أهم من الجدران.

تجسد قصة فهد خطاب معاناة آلاف السوريين الذين هجرهم النظام البائد، وظلوا يحلمون بالعودة المشرفة إلى منازلهم، حتى تحقق ذلك في يوم تاريخي لن ينساه السوريون أبداً، هو الثامن من كانون الأول عام 2024.

مشاركة المقال: