الجمعة, 10 أكتوبر 2025 05:36 PM

في اليوم العالمي للبريد: من الرسائل الورقية إلى العصر الرقمي.. حكايات وذكريات لا تُنسى

في اليوم العالمي للبريد: من الرسائل الورقية إلى العصر الرقمي.. حكايات وذكريات لا تُنسى

دمشق-سانا: في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي بات أداة رئيسية لإنجاز المعاملات وتبادل الوثائق بسرعة فائقة، تراجعت الرسائل الورقية تدريجياً من حياتنا اليومية، إلا أنها لم تغب عن الذاكرة. يحتفظ الكثيرون بهذه الرسائل كوثائق عائلية ثمينة، أو يسعون إلى رقمنتها لإنشاء أرشيف شخصي يوثق التاريخ والمشاعر.

صناديق البريد.. ذاكرة لا تزال تنبض بالحياة

نذير اليوسف، الموظف في المؤسسة السورية للبريد بدمشق منذ ثلاثين عاماً، أوضح لـ سانا أن عدد الصناديق المؤجرة حالياً لمؤسسات الدولة والأفراد، مقابل 35 ألف ليرة سورية سنوياً، قد انخفض بشكل ملحوظ عما كان عليه في السابق. ومع ذلك، لا تزال هذه الصناديق تحمل قصصاً وذكريات لأشخاص مروا من هنا، بعضهم لا يزال يزور صندوقه رغم توقفه عن المراسلة.

وأضاف اليوسف: "زارت الأسبوع الماضي عائلة سورية مقيمة في الولايات المتحدة منذ أكثر من عشرين عاماً مركز البريد بدمشق، لالتقاط صور تذكارية مع الصندوق الذي كانت تتسلم والدتها منه الرسائل. حرصت العائلة على توثيق هذه اللحظة مع زوجها وأبنائها".

أما الصندوق رقم 4320، فيحمل حكاية مختلفة لعائلة دمشقية. تقول إحدى بنات العائلة: "أصبح هذا الصندوق موروثاً معنوياً للعائلة، وجزءاً من ذاكرتنا نحمله لأولادنا". وتؤكد حرصها على عدم التخلي عنه رغم توقف استلام الرسائل منذ زمن بعيد، وفقاً لليوسف.

الرسائل الورقية.. كنز لا يُقدر بثمن

السيدة منوليا عبود من محافظة دير الزور لا تزال تحتفظ حتى اليوم برسائل زوجها التي كان يرسلها إليها أيام الخطبة عندما كان يدرس في جامعة دمشق قبل 40 عاماً. وعندما ترغب في استعادة تلك اللحظات الجميلة، تخرج الرسائل من صندوقها كأنها كنز لا يقدر بثمن، قائلة لـ سانا: "ذلك الزمن كان له نكهة خاصة، كانت الرسائل فيه حدثاً ينتظر لا إشعاراً يفتح". وتصف الرسائل بأنها "قطعة من القلب" تختزن قصة حب وصبر ومسافة.

البريد الرقمي.. سرعة ودقة فائقة

رائد حرب، ماجستير إدارة أعمال، أوضح لـ سانا أن الرسائل الرقمية أصبحت اليوم من أهم وسائل التواصل في إنجاز المعاملات والإجراءات الرسمية، حيث تتيح تبادل المعلومات والوثائق بسرعة ودقة دون الحاجة إلى الانتظار أو التنقل. فمجرد ضغطة زر كفيلة بإيصال طلب أو توقيع أو موافقة في لحظات، مما يجعلها أداة فعالة في المؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء.

وأشار حرب إلى أن الرسائل الرقمية أسهمت في تسهيل الصفقات التجارية والتعاون بين الأفراد والشركات، إذ يمكن التفاوض وتبادل العروض والاتفاقات فوراً عبر البريد الإلكتروني أو المنصات الآمنة، مما يوفر الوقت والجهد ويقلل التكاليف، مبيناً أن هذا التطور غير مفهوم التواصل من كونه بطيئاً ورقياً إلى عملية فورية ومترابطة عالمياً.

يُذكر أن التاسع من تشرين الأول من كل عام هو اليوم العالمي للبريد، وذلك بقرار من مؤتمر الاتحاد المنعقد في طوكيو، اليابان، عام 1969، وهو الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي سنة 1874 في العاصمة السويسرية برن.

مشاركة المقال: