الخميس, 2 أكتوبر 2025 11:00 PM

في جوهر السياسة: فن الممكن وتحقيق المصلحة العامة

في جوهر السياسة: فن الممكن وتحقيق المصلحة العامة

يشرح باسل علي الخطيب مفهوم السياسة، مشيراً إلى أن كلمة "السياسة" مشتقة من الفعل "ساس" الذي يعني في معناه العام "دبّر" و"تدبّر"، وفي معناه الخاص "روّض"، كما في "سائس الخيل". ويؤكد أن التدبير أو الترويض يتطلبان الذكاء والهدوء والصبر، وقبل كل ذلك، الحكمة.

ويوضح الخطيب أن تقييم السياسة لا يعتمد على معيار الصالح أو الطالح، بل على النتائج الجيدة أو السيئة. فالغاية من السياسة هي تحقيق أكبر قدر من المصلحة العامة بأقل الأضرار، وكلما زادت الجدوى على الكلفة، كان السياسي أكثر براعة.

ويضيف أن كون الشخص سياسياً يعني العمل ضمن حدود الإمكانات، وهو ما يفسر تسمية السياسة بـ "فن الممكن". ويشدد على أن هذه التسمية "فن" تعني الإبداع والمرونة وتدوير الزوايا، بالإضافة إلى كونها علماً يمكن قياسه وفقاً للمدخلات والمخرجات.

ويؤكد أن السياسة هي تابع رياضي يربط بين مجموعة المنطلق (المدخلات والإمكانات) ومجموعة المستقر (الأهداف)، وأن العلاقة بينهما هي السياسي الذي يوظف الإمكانات بأنجع طريقة وبأقل الكلف لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

وينبه الخطيب إلى أن السياسة ليست "التحليل السياسي"، وأن الكثيرين يخلطون بينهما، مؤكداً أنهما شيئان مختلفان. كما يوضح أن ميدان السياسة ليس مناظرة تلفزيونية تهدف إلى تسجيل النقاط، وأنه حتى عند تحقيق مكسب سياسي، يجب عدم تصوير الأمر على أنه انكسار للطرف الآخر، مشيراً إلى أنه حتى في المعارك الحربية، يُترك للخصم منفذاً للانسحاب لتقليل الخسائر وحقن الدماء.

ويشدد على أن البيانات السياسية ليست بلاغات عسكرية، وأنه لا يوجد في السياسة رابح وخاسر، بل رابح-رابح أو على الأقل رابح-غير رابح أو غير خاسر-غير خاسر. ويؤكد أنه لا يوجد في السياسة ما يسمى بعدم الاعتراف بالآخر، حتى لو لم يعجبك، لأنه واقع لا يمكن تجاهله، مع التأكيد على حق كل طرف في تعزيز قوته ليكون في موقف أقوى عند التفاوض.

ويختتم الخطيب مقاله بالتأكيد على أن الشرح أعلاه ليس من باب إضافة معلومات، بل هو رسالة واضحة المعنى، متمنياً أن يفهمها قومه. (أخبار سوريا الوطن-2)

مشاركة المقال: