السبت, 18 أكتوبر 2025 11:32 PM

قسد تربط الاندماج مع الحكومة بـ "شراكة حقيقية" وتمثيل المكونات السورية

قسد تربط الاندماج مع الحكومة بـ "شراكة حقيقية" وتمثيل المكونات السورية

أكدت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أن إتمام عملية الاندماج مع الجيش السوري وحكومة دمشق مشروط بوجود "شراكة حقيقية" وتمثيل عادل لمكونات شمال شرقي سوريا. صرح سيبان حمو، عضو القيادة العامة لـ "قسد" وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض مع حكومة دمشق، بأنه يجب على الحكومة السورية إدراك أن تجاهل إرادة المكونات السورية سيحول دون تمثيلها لجميع السوريين.

وفي حديثه مع المكتب الإعلامي لـ "قسد"، أوضح حمو أن إقصاء الحكومة للمكونات السورية، خاصة في شمال شرقي سوريا، من مؤتمرات الحوار وصياغة الدستور وسن القوانين وتشكيل الحكومة، يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لـ "قسد". وأضاف أنه لا يمكن لأي حكومة أو جيش أن يحظى بالاحترام ما لم يشارك جميع المكونات في بنائه، مشددًا على أن "سوريا لن تكون وطنًا للجميع من دون مشاركة الجميع" وأن "قسد لن تسمح بتكرار السياسات الإقصائية التي عانى منها السوريون لعقود".

"الدمج" مرتبط بفتح الشراكة الوطنية

أشار عضو القيادة العامة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" إلى أن قواتهم مستعدة للانضمام إلى "الجيش السوري" الجديد المزمع تشكيله، بشرط أن يتم الدمج على أسس تحترم هوية "قسد" ونضالها وتضحياتها، وتحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء. وأكد أن الدمج يجب أن يتم على أساس الاحترام المتبادل والتشاركية، وليس وفق رؤية بعض الأطراف في دمشق التي تعتمد على الإقصاء والتصفية.

وأوضح أن تسريع عملية الدمج يعتمد على مواقف حكومة دمشق وخطواتها المستقبلية تجاه حقوق جميع المكونات وفتح باب الشراكة الوطنية، وهو ما سيحدد ما إذا كانت عملية الدمج ستتسارع أو تتباطأ أو تتجمد.

الشرع: حقوق الكرد مصانة

من جانبه، أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن حقوق المكون الكردي "ستكون مصونة في الدستور السوري"، وأن أي شخص "هُجّر أو غادر منزله خلال الحرب فحق عودته مضمون من الآن، حتى قبل بدء المفاوضات الدستورية"، في إشارة إلى المهجرين الكرد من مناطق مثل عفرين وتل أبيض ورأس العين، الذين تم تهجيرهم إثر المعارك بين فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا و"قسد" بين عامي 2018 و2019.

وفي حواره مع شبكة "CBS" الأمريكية، أضاف الشرع أن سوريا تعاني من مشكلات كثيرة، لكن التعامل معها يجب أن يكون "وفق أولويات واقعية، وليس بضربة واحدة"، مؤكدًا أن دمشق "تعمل على معالجة القضايا بطريقة هادئة دون الانزلاق إلى حرب جديدة". وأوضح أن مناطق شمال شرقي سوريا "جزء أصيل من البلاد"، وأن الحكومة جلست أكثر من مرة مع "قسد"، وتوصّل الطرفان إلى اتفاق في 10 من آذار الماضي، الذي اعتبره "وثيقة مرجعية حافظت على كثير من المكاسب، ونالت قبولًا شعبيًا واسعًا بين الكرد والسوريين عمومًا".

وكان الرئيس الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي وقعا اتفاقًا في 10 من آذار الماضي، ينص على دمج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية، مع ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية. وأشار الشرع إلى أن الاتفاق حظي أيضًا، ولأول مرة منذ عشر سنوات، بقبول "سوري وأمريكي وتركي في آن واحد"، معتبرًا أنه "يجب أن يُطبّق كما وُقّع تمامًا، لأنه يضمن حقوق الكرد ضمن إطار الدولة السورية".

الحكومة "عاجزة" عن إشاعة الطمأنينة

أكد سيبان حمو، عضو القيادة العامة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أن "الحكومة المؤقتة ما زالت عاجزة عن إشاعة الطمأنينة والأمان لدى مختلف المكونات، ولم تتخذ خطوات جادة لإزالة المخاوف". وأضاف أن "مقاربات كارثية من جانب الحكومة وقواتها، تمثلت في حالات "قتل جماعي" استهدفت "العلويين والدروز". وأشار إلى أن هذه الممارسات شكلت تحديًا جديًا أمام جهود دمج "قسد"، مؤكدًا الحاجة الملحة لاستمرار وجود قوات الأخيرة لحماية شعبها.

وتطرق إلى اشتباكات الشيخ مقصود بين قوات حكومة دمشق وعناصر "قسد"، قائلًا "في الوقت الذي نتحدث فيه عن دمج "قسد"، تعرض حي الشيخ مقصود في حلب للحصار والهجوم، رغم اتفاقية العاشر من آذار التي انسحبت قواتنا بموجبها من المنطقة". وأضاف أن "فصائل" تابعة لحكومة دمشق هاجمت الحي المحاصر، كمحاولة لتكرار ما حدث في السويداء والساحل، وهاجمت الحي من عشرة محاور. وأكد أن الاعتداءات تثير الكثير من التساؤلات والمخاوف، وتتناقض تمامًا مع ما يُروّج له من أن الأوضاع تسير بشكل جيد، مشددًا على ضرورة ترجمة الخطابات الإيجابية إلى خطوات عملية تبعث على الطمأنينة، لا إلى أفعال تولّد التوتر والمشاكل.

وعود شفهية وآمال عامة

ذكر سيبان حمو، عضو القيادة العامة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض مع حكومة دمشق، أنه خلال الاجتماع الأخير في دمشق، سادت أجواء إيجابية بمشاركة "قسد" ومشاركة وزارة الدفاع وعدد من المسؤولين الأمريكيين. وكشف أنه لم يتم التوصل إلى أي نتائج ملموسة، واقتصرت المخرجات على "وعود شفهية وآمال عامة"، دون اتفاقات واضحة ومكتوبة، مشددًا على ضرورة ترجمة الأجواء الإيجابية إلى خطوات عملية على الأرض.

واختتم حواره مؤكدًا أن "قوات سوريا الديمقراطية" هي قوة سورية وطنية، وهي "الوحيدة القادرة على التواصل والتنسيق مع جميع المكونات السورية، من السنة والكرد والدروز والعلويين والمسيحيين، وحتى مع الحكومة في دمشق".

اتفاق على آلية الاندماج

أعلن القائد العام لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، أن "قسد" اتفقت مع الحكومة السورية من حيث المبدأ على آلية الاندماج، كمجموعة متماسكة في الجيش السوري. وأوضح أن "قسد" تضم عشرات الآلاف من الجنود، بالإضافة إلى آلاف من قوى الأمن الداخلي، وبالتالي لا يمكن لهذه القوات الانضمام إلى الجيش السوري بشكل فردي، كغيرها من الفصائل الصغيرة، بل ستنضم كتشكيلات عسكرية كبيرة تشكل وفقًا لقواعد وزارة الدفاع.

وأضاف أن الجانبين شكلا لجنة ستعمل مع وزير الدفاع ومسؤولين عسكريين آخرين لتحديد "الآليات المناسبة". وتوقع أن يحصل أعضاء وقيادات "قوات سوريا الديمقراطية" الذين سينضمون إلى الجيش الوطني على مناصب جيدة في وزارة الدفاع وقيادة الجيش، بناءً على خبرتهم وخدمتهم الطويلة. واعتبر عبدي أن تنفيذ الاتفاق بين دمشق و"القوات الكردية" من شأنه أن يساعد أيضًا في حل العديد من المشاكل الأخرى في سوريا الخارجة من حرب أهلية استمرت 14 عامًا.

لقاء بين الشرع وعبدي

عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعًا في دمشق، في 7 من تشرين الأول الحالي. ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدرين، أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر. وضم وفد "الإدارة الذاتية"، وفق وكالة "هاوار" المقربة من الإدارة الذاتية، مظلوم عبدي والقياديتين في "قسد"، إلهام أحمد وروهلات عفرين.

وقال وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، إنه التقى بمظلوم عبدي، في دمشق، واتفقا على "وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فوريًا".

مشاركة المقال: