في اكتشاف أثري مذهل، عثر باحثون على كنز ذهبي ضخم مدفون منذ أكثر من 1300 عام بالقرب من الحدود الألمانية، وتحديدًا في منطقة هزينغن شرق هولندا.
يتكوّن الكنز من نحو 100 قطعة نقدية من الذهب والفضة، إلى جانب مجوهرات فاخرة كالأقراط والقلائد، وقطع صلبة من الذهب والفضة. وقد تم العثور عليه مدفونًا في موقع يُعتقد أنه كان يُستخدم لأغراض طقسية أو دينية، حيث وُجدت أيضًا عظام حيوانات يُرجّح أنها قُدّمت كقرابين.
ويعتقد رئيس فريق التنقيب، يان-فيلم دي كورت، وهو عالم آثار من وكالة التراث الثقافي الهولندية، أن الموقع كان مخصصًا للطقوس الخاصة بالقبائل الجرمانية، الذين واجهوا تحديات دينية في تلك الحقبة. ومع انتشار المسيحية، اعتُبرت طقوسهم "وثنية"، ووصفت قرابينهم بـ"أموال الشيطان". وكان من يُقبل على اعتناق المسيحية يُجبر على التخلي عن تقديم هذه القرابين، ومنها الذهب.
ويحتوي الكنز على عملات نادرة تم سكّها في أوائل القرن السابع الميلادي في أراضي الإمبراطورية الفرنكية. وقد نُشرت دراسة تحليلية عن هذا الاكتشاف في مجلة "الآثار في العصور الوسطى" (Medieval Archaeology)، تؤكد ندرة هذه العملات وقيمتها التاريخية.
ولم يقتصر الاكتشاف على الكنوز فقط، بل عثر الباحثون أيضًا على صفوف من الحفر التي يُعتقد أنها كانت تحمل أعمدة خشبية، بينها عمود مركزي ربما كان يمثل "سارية مقدسة". وتُظهر اتجاهات الأعمدة أنها كانت تتماشى مع الاعتدالين الربيعي والخريفي، مما يعزز فرضية استخدامها لتحديد مواقيت الزراعة.
ويُعتقد أن هذا الموقع الطقسي تم التخلي عنه تدريجيًا بحلول عام 700 ميلادي، تزامنًا مع موجات التبشير والتنصير في المنطقة.
