أحيا كورال "نهاوند" أمسية غنائية على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي في مدينة طرطوس، مقدماً باقة متنوعة من الأغاني والألحان التراثية. وقد شهدت الأمسية حضوراً رسمياً ودينياً وشعبياً واسعاً، حيث أعرب الحاضرون عن إعجابهم بهذا اللون الموسيقي الأصيل الذي يعكس هوية وثقافة المجتمع السوري.
وفي لقاء مع قائدة كورال نهاوند، حلا نقرور، أوضحت لصحيفة الحرية أن "الأمسية كانت تأكيداً على أن الفن هو مرآة المجتمع وصورة عن واقعه. لذلك سنغني تراثنا، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى أن نكون متحدين بماضينا ومتمسكين بجذورنا، بتراثنا وموروثنا. ولأنه في اتحادنا قوة، سنغني تراث سوريتنا كاملة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها. وفكرة إحياء التراث موجودة عند كورالات عدة، ولكن عند نهاوند متميزة بطريقة التقديم والأداء، وبالانتقاء وبصياغة الأغاني وتوزيع الأصوات".
وأكدت نقرور أن كورال نهاوند، الذي تبنى منذ انطلاقته أعمالاً مميزة لكبار الفنانين وللفن الجميل، وقدم في طرطوس تراث بلاد الشام بساحلها وجبلها، وبأعمال فنانيها كتاباً وملحنين، كان هدفه التركيز على أهمية المخزون والموروث الفني.
كما لفتت إلى أن ضيف الأمسية كان الفنان جورج خوري، الذي غنى التراث بصوته وحمل الساحل بصوته إلى كل العالم.
من جانبه، أشار عبد الله سعد، مدير أعمال الكورال، إلى أن الكورال يضم 40 منشداً ومنشدة، تتراوح أعمارهم بين 20 و 60 عاماً، قدموا قصائد فصحى خالدة مثل "تعالي إلي" وتراث وفولكلور سوريا، وخاصة تراث حلب الغني. وأضاف أن الكورال يغني الهارموني، فيما حضر التوزيع في بعض القطع فقط التي تحتمل التوزيع مثل "يامحلا الفسحة وهالأسمر اللون".
وأكد أحد الحضور المهتمين بالثقافة والتراث أن الأمسية كانت عبارة عن نشاط ثقافي جميل، مضيفاً: "نحن أحوج ما نكون في زحمة الهموم وتتابع الأخبار إلى استراحة للنفس وللقلب وللأذن، من نغمات تدخل عبرها لتدغدغ المشاعر ويستعيد الإنسان أمله ونشاطه".
واستعاد الكورال بأصوات أعضائه الرائعين جماعياً وإفرادياً أغنيات تراثية سورية، ما زال جيلنا يغنيها ويستمتع بها وقصائد متميزة تحمل في طياتها حباً ومشاعر إنسانية رائعة، وقد شملت الأغاني تراث كل المناطق السورية وسط تفاعل لافت للجمهور.
واختتم الحفل بوصلة غنائية للمبدع الفنان جورج خوري، الذي أضفى بصوته العذب على الحفل جمالاً زائدا وحضوراً محبباً سحر القلوب.
أخبار سوريا الوطن١-الحرية