الخميس, 25 سبتمبر 2025 03:13 PM

لليوم الرابع على التوالي: جهود مكثفة لإخماد حرائق جبال اللاذقية وسط تحديات كبيرة

لليوم الرابع على التوالي: جهود مكثفة لإخماد حرائق جبال اللاذقية وسط تحديات كبيرة

تتواصل جهود فرق الدفاع المدني والإطفاء في محافظة اللاذقية لليوم الرابع على التوالي، في محاولة للسيطرة على الحريق الحراجي الكبير الذي اندلع في جبل التركمان ومنطقة الحفة في جبل الأكراد بريف المحافظة الشمالي.

أوضح مدير الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية، عبد الكافي كيال، في تصريح لمراسلة سانا، أن هذا الحريق يُعد من بين الأصعب والأكثر تعقيداً من حيث المكافحة، نظراً لاندلاعه في أكثر من 12 موقعاً، تقع معظمها في مناطق حراجية، الأمر الذي أدى إلى تشتيت جهود فرق الإطفاء الأولية وأعاق تحقيق السيطرة الكاملة حتى الآن.

وأشار كيال إلى أن العمل جارٍ لتوحيد الجهود والإمكانيات، بالتنسيق مع وزارة الطوارئ وغرفة العمليات المركزية، وبمؤازرة من معظم المحافظات، مع تنظيم الاحتياجات وضبط المساحات المتضررة يومياً، مبيناً أن المساحات الحراجية المتضررة تجاوزت ستة آلاف هكتار.

كما لفت كيال إلى المخاطر التي يواجهها رجال الإطفاء، والتي تتمثل في الرياح الشديدة وتقلب اتجاهاتها، ما أدى إلى محاصرة بعض الفرق أثناء العمل، بالإضافة إلى خطر الألغام والأسلحة غير المنفجرة في بعض المناطق. وأضاف أن هذه الظروف تسببت في وقوع إصابات في صفوف الفرق العاملة، حيث توفي أحد رجال الإطفاء متأثراً بإصابته البليغة التي تعرض لها قبل يومين، بينما يعاني زميله من إصابة حرجة، إضافة إلى إصابات أخرى بالاختناق والإجهاد. وأشار إلى أن جهود الإخماد أسفرت أيضاً عن خسائر في المعدات والآليات، حيث احترقت ثلاث آليات بشكل كامل وخرجت عن الخدمة.

وأعرب كيال عن أمله في السيطرة الكاملة على الحرائق في الساعات القادمة، معبراً عن تقديره لتضحية وشجاعة رجال الدفاع المدني والإطفاء الذين يواصلون عملهم في ظروف بالغة الخطورة.

من جهته، تابع محافظ اللاذقية، محمد عثمان، اليوم سير عمليات إخماد الحرائق الحراجية الضخمة في جبل التركمان بريف المحافظة، وشملت الجولة مواقع برج القصب وغمام والسكرية ودير حنا والريحانية، للاطلاع على الجهود المبذولة على الأرض.

وفي تصريح لمراسلة سانا، أشار المحافظ إلى أن عناصر الدفاع المدني والإطفاء والحراج يبذلون جهوداً كبيرة في عمليات الإخماد، إلا أنهم يواجهون تحديات جسيمة تتمثل في العوامل الجوية المتقلبة، ووعورة التضاريس، وبُعد مسافات التزود بالمياه عن بؤر الاحتراق، داعياً الأهالي إلى تقديم الدعم والمؤازرة، عبر المساهمة في تزويد فرق الإطفاء بالمياه، لتعزيز قدراتها في الاستجابة وتمكينها من مواصلة مهمتها في حماية الأرواح والممتلكات والثروة الحراجية.

وعلى الرغم من الظروف الميدانية الصعبة، وأبرزها الظروف الجوية والرياح والتضاريس الوعرة والمخاطر المتعلقة بوجود الألغام، تمكنت الفرق العاملة تحت مظلة غرفة عمليات وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث اليوم من السيطرة على عدة بؤر مشتعلة، كما تواصل عملياتها لفتح خطوط نار في عمق الغابات لتسهيل الوصول إلى النيران وتسريع وتيرة عمليات الإخماد.

مشاركة المقال: