الأربعاء, 4 يونيو 2025 09:20 AM

"لن ننسى": سلمية ترفع الصوت لكشف مصير المغيبين قسرًا والمطالبة بالعدالة الانتقالية

"لن ننسى": سلمية ترفع الصوت لكشف مصير المغيبين قسرًا والمطالبة بالعدالة الانتقالية

في يوم كانوني من عام 2014، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق الشاب "مراد استانبولي" من محله في منطقة الصناعة بمدينة سلمية، ووجهت له اتهامات، وفق عائلته، تتعلق بتصنيع الأسلحة، ومساعدة المهجّرين، وتمويل "الإرهاب"، بينما السبب الحقيقي لاعتقاله، بحسب ناشطين، هو مشاركته في المظاهرات السلمية. مراد هو واحد من ناشطي الثورة السورية من أبناء السلمية ممن اختفوا قسرًا وتم تغييبهم دون أي معلومات عن مصيرهم حتى الآن.

ولمثله أُطلقت مجموعة من الفعاليات في مدينة سلمية تجمعًا باسم "لن ننسى"، بهدف تسليط الضوء على قضايا المعتقلين والمغيبين قسرًا في المدينة وريفها، وتمكين ذويهم من المطالبة بالعدالة. وجاء إطلاق التجمع بالتعاون مع "تجمع الفجر الجديد" و"شبكة التغيير من أجل سوريا"، ضمن إطار جمعية أصدقاء سلمية.

وقالت "سماء محمود"، عضو مؤسسة في شبكة التغيير من أجل سوريا، في مقطع مصوّر بثّته "جريدة السلمية"، إنها ناشطة حقوقية منذ عام 2019، كانت تعمل وتنشط مع مجموعة من الناشطين خارج سوريا، وبعد سقوط النظام وتحرير البلاد أصبح لديهم القدرة على العمل والتنسيق مع الداخل السوري.

وأضافت أن "مبادرة لن ننسى" هي مساحة حرة ومستقلة لأهالي المعتقلين في المقام الأول، واستدركت: "هي مبادرة لهم كي يتواصلوا مع بعضهم البعض، ويروا تجاربهم مع الإخفاء القسري لأبنائهم". ولفتت إلى أن هدف المبادرة هو كشف مصير المغيبين وتحقيق العدالة الانتقالية، مؤكدة أنه "بدون كشف مصير هؤلاء، لن تكون هناك عدالة انتقالية في سوريا، وبدون هذه العدالة لن يكون هناك سلم أهلي، ولن نستطيع المضي قدما وبناء وطننا بعد التهجير القسري والقتل الممنهج الذي ارتكبه نظام الأسد طوال السنوات التي سبقت سقوطه".

وقال "عمار الحاج"، أحد مؤسسي التجمع، إن من حق الأمهات أن يكون هناك قبور لأبنائهن يبكين فوقها، ولذلك كان هدف هذه المبادرة جمع أهالي المختفين قسرًا والمعتقلين والناجين من الاعتقال لإيصال أصواتهم والضغط من أجل تحقيق العدالة الانتقالية.

وبدورها، قالت "فاطمة عزو" إنها فقدت شقيقين مغيبين، وكانت تأمل حتى اللحظة الأخيرة أن تلتقي بهما سالمين، وكشفت أن والدتها المصابة بالأورام كانت تأمل أن تبقى على قيد الحياة لرؤيتهما، لكن بعد التحرير وخروج المعتقلين انقطع أمل العائلة، وتدهورت حالة والدتها الصحية. وأشارت إلى أن اجتماعها مع ذوي معتقلين آخرين خفف من حزنها لأن الألم جمعهم، وبات الهم واحدًا.

ومن جانبه، قال الناشط "أيهم صقر" إن ملف عوائل الضحايا هو من أهم الملفات التي تستحق الاهتمام من قبل جميع السوريين، مضيفًا أن كشف مصير المعتقلين والمختفين قسرًا مسألة مرتبطة بالسلام والاستقرار. وأردف أن هذا الملف إذا لم يُسلَّط الضوء عليه بشكل جيد ومباشر، وبالشراكة مع الحكومة والمنظمات الدولية، فلن يكون هناك استقرار. وعبّر عن اعتقاده بأن مبادرة "لن ننسى" جيدة، لكنها بحاجة إلى تطوير، والذهاب باتجاه دعوة ومتابعة جميع عوائل الضحايا وتقديم المساعدة لهم.

وفي سياق متصل، أطلق عدد من أهالي المختفين قسرًا في سجون النظام السابق، بتاريخ 15 أيار/مايو الماضي، "خيمة الحقيقة في سلمية وريفها"، التي تسعى إلى خلق مساحة آمنة لهم للتواصل والعمل على كشف الحقيقة وتحقيق العدالة للمختفين وذويهم، وذلك امتدادًا لحراك نضالي في مختلف مناطق سوريا تقوده عائلات المعتقلين والمخفيين قسرًا.

وعلّق مطلقو المبادرة عبر حسابهم في "فيسبوك" آنذاك: "لن ننسى معتقلينا وأهالينا الذين ما زالوا مختفين حتى الآن، ولن نتوانى عن المطالبة بحقوقهم وبالعدالة لهم". وأضافوا: "طريقنا شاق وطويل، والعمل على ملف الإخفاء القسري معقّد ومرهق جدا، ما يتطلب منا الكثير من الصبر والتروّي، وأن نكون على قلب واحد يجمعنا الألم وهدف الوصول إلى الحقيقة".

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: