كشف أحمد جمعة، عضو وحدة إزالة الألغام التابعة لوزارة الدفاع السورية، عن الثمن الباهظ الذي يدفعه العاملون في هذا المجال، موضحًا أن 12 عنصرًا فقدوا حياتهم، فيما تعرض نحو 20 آخرين لبتر أطرافهم أثناء أداء مهامهم في تفكيك الألغام المنتشرة في البلاد.
وأكد جمعة أن مهمة إزالة الألغام "معقدة وتستغرق وقتًا طويلًا"، في ظل وجود عشرات الآلاف من الألغام المزروعة، خاصة في المناطق التي كانت خطوط تماس ساخنة، مثل ريف إدلب، حيث ما تزال الزراعة مصدرًا أساسيًا للدخل، مما يجعل الألغام تهديدًا يوميًا للمزارعين.
وأوضح أن غالبية الألغام المستخدمة مخصصة لاستهداف الأفراد والمركبات الخفيفة، وغالبًا ما تكون مزروعة في الأراضي الزراعية، مشيرًا إلى نقص حاد في أجهزة الكشف المتطورة، الأمر الذي يعقّد عمليات الإزالة.
في السياق ذاته، حذّر ريتشارد وير، الباحث في "هيومن رايتس ووتش"، من أن استمرار غياب خطة عاجلة لنزع الألغام سيؤدي إلى ارتفاع الإصابات والوفيات، خصوصًا بين النازحين العائدين إلى مناطقهم. وأكد أن هذه المتفجرات ما تزال تهدد حياة آلاف المدنيين في أنحاء واسعة من سوريا.