وصلت إلى مستشفى إزرع في ريف درعا الشرقي، صباح اليوم الثلاثاء 19 آب، ثلاث جثث لأشخاص قتلوا في السويداء. تم التعرف على هويتي جثتين، بينما بقيت هوية الثالثة مجهولة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
أفادت مصادر محلية أن الجثتين اللتين تم التعرف عليهما تعودان لأب وابنه من مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وقد قُتلا خلال الأحداث الدامية التي شهدتها السويداء مؤخرًا.
أكدت منصة “درعا 24” المعنية بشؤون محافظة درعا، أنه تم التعرف على الضحيتين في مستشفى إزرع المحلي من قبل ذويهما، وتبين أنهما “محمد خالد الصبّاح المقداد” ونجله الطالب الجامعيّ “لؤي المقداد”.
وبحسب “درعا 24”، قُتل المقداد وابنه نتيجة إطلاق نار بعد اختطافهما من مكان سكنهما في قرية عتيل بريف السويداء، بتاريخ 29 تموز الماضي.
نقل مراسل عنب بلدي في درعا عن مصادر محلية أن الضحيتين كانا يقيمان منذ سنوات في قرية عتيل في السويداء، وأنهما مدنيان ولم يشاركا في أي نشاط عسكري. وأُسر محمد المقداد ونجله في 29 تموز الماضي، أثناء محاولتهما الخروج من بلدة عتيل، ثم قتلا على يد مسلحين، وفقًا للمصادر نفسها.
في حين يتهم ناشطون فصائل تدين بالولاء لشيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، بالضلوع في قتل المقداد ونجله، لم تتمكن عنب بلدي حتى الآن من الحصول على معلومات من مصادر مستقلة أو منظمات تؤكد هوية الجهة التي قتلت الضحيتين.
أسفرت الأحداث الدامية في السويداء عن مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصًا، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”. تورطت في هذه الأحداث فصائل محلية في السويداء، وقوات حكومية، وقوات عشائرية ومجموعات من البدو، وسط تدخل إسرائيلي ضد القوات الحكومية.
في 10 آب، تداول ناشطون ووسائل إعلام فيديوهات التقطت عبر كاميرا مراقبة مثبتة في المستشفى الوطني في السويداء، أثناء اقتحام قوات حكومية المستشفى. وأظهرت الفيديوهات مشهد إعدام شخص يرتدي زي العاملين في القطاع الصحي بعد اشتباك بالأيدي مع رجل يرتدي زيًا عسكريًا.
وزارة الداخلية السورية دانت هذا الاعتداء في بيان، وكلف وزير الداخلية أنس خطاب معاونه للشؤون الأمنية، اللواء عبد القادر الطحان، بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق، بهدف الوصول إلى الجناة الذي أظهرهم الفيديو، وتوقيفهم بأسرع وقت ممكن.
بداية الأحداث في السويداء
شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية في المحافظة. بدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء، الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 تموز. تطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة استدعت تدخل الحكومة، التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا تابعة لها في السويداء ودمشق. تلا ذلك انتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو، ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.