لقي رجل وطفل مصرعهما، وأصيب ثمانية أشخاص آخرون، بينهم طفل، صباح اليوم الخميس 7 آب، إثر انهيار مبنى سكني قيد الإنشاء في منطقة "عالم السحر" بالقرب من ناحية الزربة في ريف حلب الجنوبي، وفقًا لما أعلنته فرق الدفاع المدني السوري.
أوضحت الفرق أن عمال البناء كانوا داخل المبنى لحظة الانهيار. تمكنت فرق البحث والإنقاذ من انتشال ثمانية مصابين أحياء من تحت الأنقاض، ووصفت حالتهم بأنها "خطرة"، حيث تم نقلهم إلى المشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. كما عثرت الفرق على جثماني الضحيتين تحت الركام، وتتواصل عمليات البحث عن أي عالقين آخرين محتملين في الموقع، بناءً على إفادات أهالي المنطقة.
في وقت سابق من عمليات الإنقاذ، قامت الفرق بتزويد اثنين من العالقين بالأوكسجين للحفاظ على استقرار علاماتهم الحيوية قبل إخراجهما. وتستمر أعمال الحفر والبحث وسط الأنقاض للوصول إلى ناجين محتملين.
تواصل فرق الدفاع المدني، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، عمليات إزالة الأنقاض، مع تأكيدات على أن عدد العالقين لم يُحصر بشكل نهائي بعد.
السبب مجهول
أفاد المكتب الإعلامي للدفاع المدني في تصريح خاص لعنب بلدي أن سبب انهيار المبنى لا يزال مجهولًا حتى الآن، وأن تحديده يتطلب كشفًا هندسيًا فنيًا من قبل مختصين. وأكد أن الأولوية حاليًا تتركز على عمليات الإنقاذ والإجلاء.
تسلط هذه الحادثة الضوء مجددًا على الهشاشة الإنشائية في الأبنية السكنية شمال غربي سوريا، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب أربع محافظات سورية وجنوب تركيا في 6 شباط 2023، وتسبب بوفاة وإصابة الآلاف، وانهيار آلاف المنازل كليًا أو جزئيًا، لا سيما في حلب.
على الرغم من مرور عامين على الزلزال، ما تزال تبعاته حاضرة بوضوح، إذ لم تُعالج كثير من الأضرار الهيكلية في الأبنية، خصوصًا في ظل ضعف الإمكانيات الفنية وغياب الرقابة الهندسية المنتظمة.
في 17 آذار 2025، أعلنت السعودية عن توقيع اتفاقية مع جهات سورية لإعادة تأهيل عدد من المنازل المتضررة من الزلزال، وفق ما نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس). بعض المباني التي تخضع للترميم أو البناء الجديد، كما في موقع الحادث الحالي، لا تزال تواجه مخاطر إضافية بسبب غياب شروط السلامة وعدم وجود إشراف هندسي دقيق، ما يزيد من احتمال تكرار حوادث الانهيار.