دمشق-سانا: استضافت جامعة دمشق المؤتمر الدولي الرابع للهندسة الطبية الحيوية ودورها في تطوير الرعاية الصحية لعام 2025، وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من الباحثين من داخل سوريا وخارجها. قدم الباحثون أبحاثًا مبتكرة استعرضت آخر التطورات في مجال التكنولوجيا الطبية والتطبيقات الهندسية في القطاع الصحي.
وقد واكبت سانا فعاليات المؤتمر والتقت بالعديد من المشاركين. أكد عميد كلية العلوم الصحية بجامعة دمشق، سامر محسن، أن المؤتمر يمثل حدثًا علميًا متميزًا على المستويين الإقليمي والدولي، مما يعكس أهمية البحث العلمي والتطور التكنولوجي في النهوض بالقطاع الصحي وخدمة المجتمع. كما أشار إلى أهمية التعاون بين مختلف التخصصات لدعم وتطوير الخدمات الصحية. وركزت مشاركته على دور الهندسة الطبية في تحسين الرعاية الصحية، خاصة في مجال السمعيات، من خلال عرض تطبيقات العلاج الكهربائي كتقنية هندسية متطورة لعلاج طنين الأذن ومشاكل التوازن.
من جانبه، أوضح علاء رحال، المدرس في جامعة الأندلس الخاصة والمتخصص في الهندسة الطبية والنمذجة والمحاكاة، أن بحثه تناول تقنيات العلاج الحراري للأورام السرطانية، مثل التبريد والتسخين الحراري وزراعة المنابع الداخلية. وقد اعتمدت الدراسة على محاكاة ثلاثية الأبعاد باستخدام صور حقيقية لمريض، وتطبيق الطرق المذكورة، ومقارنة النتائج وفقًا لأزمنة ومعايير مختلفة لتحديد الطريقة العلاجية الأنسب التي تحقق إزالة أكبر قدر من الورم مع الحفاظ على الأنسجة السليمة. وأكد أن النتائج واعدة وقابلة للتطبيق في الممارسات السريرية لعلاج السرطان مستقبلًا.
كما قدم معتز حمدان، الباحث من جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا والمتخصص في الأعضاء الصناعية، عرضًا حول تقنية التشخيص السريع Point of Care، والتي تعتبر نقلة نوعية في مجال التشخيص المخبري. وأشار إلى أن هذه التقنية بدأت في الانتشار بسرعة في أوروبا وأمريكا نظرًا لدورها الهام في دعم الأطباء لاتخاذ قرارات علاجية أسرع وأكثر دقة.
بدوره، قدم عمار حمد، الاختصاصي في الهندسة الطبية من جامعة “نيوساوث ويلز” في مدينة سيدني الأسترالية، محاضرة تعريفية حول الانطلاقة الرسمية للجمعية السورية للهندسة الطبية التي تأسست في شهر آب الماضي، وأكد بدء استقبال طلبات الانتساب إليها. وأوضح أن الجمعية تهدف إلى تمكين المهندس الطبي السوري من خلال التدريب المستمر ونقل الخبرات من الداخل والخارج، وإقامة شراكات مع جمعيات طبية عربية ودولية، وشركات ومشافٍ، والتعاون مع النقابات المهنية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي مع الجامعات الأجنبية وتوفير فرص المنح والتدريب عن بعد، وذلك لخدمة قطاع الهندسة الطبية الذي يعد مجالًا واسعًا ومتطورًا جدًا.
يذكر أن فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للهندسة الطبية الحيوية ودورها في تطوير الرعاية الصحية لعام 2025 انطلقت أمس بتنظيم من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق بالتعاون مع كلية الهندسة الطبية في جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية. وتضمن المؤتمر، الذي اختتم اليوم، مناقشة أبرز الحلول التقنية المبتكرة لمشكلات الرعاية الصحية، ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية في تصميم الأجهزة والمعدات الطبية، وتعزيز البحث العلمي كركيزة أساسية للإبداع والتميّز والتنمية المجتمعية.