السبت, 5 يوليو 2025 04:08 PM

مارع تستغيث: موسم البطاطا ينهار والمزارعون يطالبون بالدعم العاجل

مارع تستغيث: موسم البطاطا ينهار والمزارعون يطالبون بالدعم العاجل

تواجه مدينة مارع في ريف حلب الشمالي أزمة زراعية حادة، حيث يشهد موسم البطاطا تدهورًا غير مسبوق بسبب الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج. يناشد المزارعون الجهات المعنية لإنقاذ ما تبقى من الموسم.

أكد المزارع والتاجر عماد محمد أن تكلفة زراعة الهكتار الواحد من البطاطا تجاوزت 10 آلاف دولار هذا العام، بعد أن كانت تتراوح بين 6 و7 آلاف دولار في المواسم الماضية. وأرجع السبب إلى ارتفاع أسعار الوقود وتراجع المياه الجوفية.

أشار عماد محمد إلى أن المزارعين كانوا يحققون أرباحًا تصل إلى 4 آلاف دولار للهكتار في الموسم الماضي، بينما يخسرون هذا العام حوالي 4 آلاف دولار، مع انخفاض الإنتاج في بعض الحقول إلى أقل من 2 طن للهكتار. وأضاف أن ضعف التصريف دفع العديد من المزارعين إلى تخزين المحصول في البرادات، مما زاد من حجم الخسائر.

كما انخفض عدد المزارعين من 500 مزارع العام الماضي إلى أقل من 200 هذا الموسم، مع توقعات بانخفاض أكبر في حال استمرار الأزمة. طالب عماد محمد بتخفيض أسعار الوقود، مشيرًا إلى أن أجرة نقل طن البطاطا من مارع إلى برادات العزيزية تبلغ 7 دولارات، بينما يصل سعر برميل الوقود إلى أكثر من 200 دولار.

تُعدّ منطقة مارع من أهم مناطق زراعة البطاطا شمال سوريا، بفضل مناخها وتربتها الخصبة ومياهها الجوفية. وتُقدّر المساحة المزروعة هذا العام بنحو 15 ألف دونم.

أوضح المهندس الزراعي والمزارع شريف الناصر أن مارع تنتج أصنافًا متعددة من البطاطا، أبرزها: أريزونا، سبونتا، نعيمة، أجريا، أكريا، سنرجي، وساوند. وحذّر من التحديات المتزايدة، خصوصًا الجفاف والأمراض الفطرية مثل "اللفحة المبكرة والمتأخرة".

أشار شريف الناصر إلى أن المحصول يُوجَّه أساسًا إلى السوق المحلية وسوق الهال، لكن الأسعار تتأثر سلبًا عند دخول البطاطا المستوردة. ورغم وجود تصدير محدود إلى دول الخليج، إلا أن غياب التخطيط الزراعي والدعم الحكومي يُعيقان التوسع الحقيقي في هذا المجال. وأضاف أن هناك نقصًا في إزالة الألغام من الأراضي الزراعية، وغيابًا تامًا لفرق الدعم الفني والمؤسساتي.

تُعدّ زراعة البطاطا من أهم الأنشطة الزراعية في سوريا، حيث تنتشر في مناطق متعددة. وكان متوسط إنتاج سوريا قبل عام 2011 يتراوح بين 1.2 و1.5 مليون طن سنويًا، لكنه انخفض بشكل كبير بسبب الجفاف وارتفاع التكاليف وضعف الدعم الحكومي.

دعا كل من عماد محمد وشريف الناصر إلى تدخل عاجل من الجهات المعنية والمنظمات الداعمة لإعادة تنظيم القطاع الزراعي في المنطقة، وتوفير مدخلات الإنتاج بأسعار مدعومة، وفتح أسواق التصدير، وتأمين فرق إزالة الألغام من الأراضي الزراعية المحررة. واختتم الناصر بالقول: "مارع كانت ولا تزال سلة غذائية مهمة لشمال سوريا… وتستحق أن تُدعم".

مشاركة المقال: