الأحد, 21 سبتمبر 2025 05:17 PM

مبادرة خيرية في ريف درعا تدعم زواج الشباب وتخفف الأعباء

مبادرة خيرية في ريف درعا تدعم زواج الشباب وتخفف الأعباء

عنب بلدي – درعا: أطلق وجهاء ورجال أعمال في بلدة الغارية الغربية بريف درعا الشرقي، في بداية شهر أيلول الحالي، صندوقًا خيريًا يهدف إلى تقديم المساعدة للشباب المقبل على الزواج، وذلك عبر تغطية جزء من تكاليف الزفاف وتأمين الأثاث المنزلي وتجهيزات العروس.

يهدف الصندوق إلى أن يكون مبادرة اجتماعية تكافلية تساهم في تسهيل زواج الشباب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها محافظة درعا، على غرار مناطق أخرى في سوريا. صرح بذلك رجل الأعمال رجب مشمش، لعنب بلدي، ودعا إلى توسيع نطاق هذه الفكرة لتشمل جميع مناطق درعا والمحافظات الأخرى، كما طالب الحكومة السورية بتقديم الدعم لهذه المبادرة.

وقد ساهم مشمش، وهو من سكان بلدة الغارية الغربية، في دعم الصندوق من خلال التبرع بتكاليف زواج 50 شابًا على نفقته الخاصة.

"فرصة بعد حرمان"

بعد سنوات من تأجيل الزواج بسبب الأوضاع المالية الصعبة، وجد أحمد أبو سمرة في مبادرة إنشاء صندوق الزواج الخيري في بلدة الغارية الغربية فرصة لتحقيق حلمه، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

أوضح أحمد (25 عامًا)، الذي يعمل في معمل للألبان والأجبان، أن عائلته غير قادرة على تحمل تكاليف زواجه، وعندما سمع عن هذه المبادرة، تواصل مع اللجنة المسؤولة على أمل الحصول على غرفة نوم وأثاث منزلي وتكاليف تجهيز العروس.

تعتبر تكاليف تجهيز "بيت الزوجية" عائقًا كبيرًا أمام زواج العديد من الشباب، نظرًا لارتفاع أسعار المستلزمات. يبلغ متوسط سعر "غرفة النوم" حوالي 1500 دولار، وقد يصل إلى أكثر من 2000 دولار. ويبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي حوالي 11,400 ليرة سورية، وفقًا لموقع "الليرة اليوم".

تصل تكاليف تجهيز العروس إلى حوالي 2000 دولار، تشمل ثمن اللباس واستئجار فستان الفرح وأجور صالون التزيين. ولا يقل ثمن البراد من النوعية المتوسطة عن 300 دولار، وكذلك الغسالة، في حين يصل سعر الغاز إلى 400 دولار أمريكي.

والد أحد المتقدمين لصندوق الزواج، والذي فضل عدم ذكر اسمه، قال لعنب بلدي، إن ابنه البالغ من العمر 30 عامًا لم يتمكن من الزواج بسبب الظروف الاقتصادية. وأضاف أنه فكر مؤخرًا في بيع منزله واستئجار منزل آخر لتغطية تكاليف الزواج، خاصة بعد ضغوط من أهل العروس لإتمام الزواج، لكن مبادرة الصندوق كانت فرصة لتخفيف الأعباء من خلال شراء غرفة النوم وغيرها من المستلزمات.

لجنة تقييم

شكل وجهاء بلدة الغارية لجنة مؤلفة من تسعة أشخاص لإدارة صندوق الزواج الخيري، وتتمثل مهمتها في اختيار المستفيدين الذين تنطبق عليهم الشروط.

قال رئيس لجنة الصندوق الخيري، عبد المعين المحمد، لعنب بلدي، إن أهم الشروط للاستفادة من الدعم هي أن يكون العريس فقيرًا وغير قادر على تحمل تكاليف الزواج وأن يكون خاطبًا.

وأضاف المحمد أن اللجنة تدرس كل طلب وتطلب صورة عن البطاقة الشخصية (الهوية) للشاب وخطيبته، مع شرح تفصيلي عن مكان إقامتهما. وتقدم اللجنة تكاليف حفل الزفاف، بالإضافة إلى غرفة نوم وأثاث منزلي من براد وغسالة وغاز وغيرها، كما تتكفل بتكلفة تجهيز العروس أيضًا.

وأوضح رئيس اللجنة أن عدد المتقدمين وصل إلى 40 شخصًا حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

السكن عائق

أوضح رئيس لجنة صندوق الزواج أن اللجنة غير قادرة على توفير مساكن للعروسين، لأن ذلك يشكل تكلفة مالية كبيرة لا يستطيع الصندوق تحملها، سواء من خلال شراء أو بناء منزل.

وقال نبيل (39 عامًا)، لعنب بلدي، إنه يرفض فكرة الزواج والسكن مع الأهل في بيت العائلة، وبالتالي لن يتزوج حتى يتمكن من تأمين منزل مستقل، معتبرًا أن الاستقلالية أحد أسباب السعادة الزوجية. وتابع أن شراء منزل يكلف حوالي 20,000 دولار، حيث تشهد أسعار العقارات ومواد البناء ارتفاعات كبيرة في الأسواق المحلية.

تعاني عموم مناطق محافظة درعا من نقص في المساكن الجاهزة للسكن وارتفاع في إيجارات المنازل، حيث تصل تكاليف استئجار الشقة في درعا إلى حوالي 250 دولارًا شهريًا، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي. تعود أسباب ارتفاع أجور السكن إلى عودة المهجرين من دول الجوار، خاصة وأن بعضهم خرجوا كعائلة واحدة قبل سنوات، وعادوا أكثر من عائلة بعد زواج أبنائهم في المهجر، مما يضطر بعضهم إلى شراء غرف مسبقة الصنع.

مشاركة المقال: