الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 02:37 PM

متحف حمص: نافذة على تاريخ المدينة العريق وحضاراتها المتنوعة

متحف حمص: نافذة على تاريخ المدينة العريق وحضاراتها المتنوعة

حمص-سانا: يجسد متحف حمص، الواقع في شارع شكري القوتلي بقلب المدينة، ثراء تاريخ المدينة والحضارات المتعاقبة عليها منذ العصور القديمة وحتى العهد العثماني، وذلك من خلال مقتنياته الأثرية القيمة.

نشأة المتحف وتطوره: تأسس المتحف في عام 1974 وكان مقره في البداية في المركز الثقافي بحمص، ثم انتقل في عام 1994 إلى مقره الحالي في المبنى القديم للبلدية، الذي يتميز بطابعه الفرنسي وهيكله المصنوع من الحجر البازلتي. ويشغل المتحف حالياً الطابقين الأول والثاني من المبنى.

إعادة العرض المتحفي: أوضحت أمينة المتحف، لبابة العلي، لمراسلة سانا أن آخر إعادة للعرض المتحفي كانت بين عامي 2005 و2011، قبل أن تتوقف الأنشطة. تم نقل المقتنيات إلى دمشق ثم أعيد استرجاعها في نهاية العام الماضي، تمهيداً لإعادة العرض وفق دراسة متكاملة تشمل حوالي 1500 قطعة أثرية موزعة على أربع قاعات وثلاثة أروقة، تتبع تسلسلاً زمنياً من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر العثماني.

تنوع المقتنيات الأثرية: تضم محفوظات المتحف قطعاً حجرية وحلياً ونقوداً وتماثيل ولقى فخارية وأواني باسترية وزجاجية ورُقماً مسمارية، بالإضافة إلى لوحات فسيفساء وتوابيت وتماثيل بارزة. ومن أبرز القطع المعروضة:

  • قطعة مهداة من فرعون مصر إلى ملك قطنا.
  • تمثال لفينوس.
  • لوحة فسيفسائية تمثل مدينة الرستن من العصر الروماني.
  • توابيت مكتشفة في الصالة الرياضية.
  • لوحات جنائزية من مدينة تدمر.

مواقع أثرية بارزة: أشارت العلي إلى أن العديد من المقتنيات جاءت من مواقع أثرية في المحافظة مثل قطنا (المدفن الملكي)، قادش، تدمر، الرستن، تلبيسة، الشعيرات، وقطينة. وقدمت هذه المكتشفات صورة شاملة عن الحياة اليومية وطقوس العبادة والدفن.

خصوصية البناء وأهمية إعادة الافتتاح: أوضح عضو الجمعية التاريخية السورية، خالد الفرج، أن خصوصية متحف حمص تكمن في دمج طابعه المعماري التاريخي مع طريقة العرض المتحفي، حيث خُصص الطابق الأرضي للقطع الحجرية الثقيلة ولوحات الفسيفساء، بينما يعرض الطابق الأول القطع وفق تسلسل زمني. وأكد الفرج أن إعادة افتتاح المتحف ستسهم في تعزيز الدور التثقيفي والتعريف بالهوية التاريخية للمدينة.

دعوات شبابية لإعادة الافتتاح: أعرب عدد من الشباب في حمص عن تطلعهم لإعادة افتتاح المتحف بأقرب وقت. ورأت الشابة فاديا الأصم أن المتحف يشكل فرصة لتعريف الزوار بتاريخ المدينة وحضاراتها، بينما شدد الشاب أحمد خضور على أهمية الإسراع بافتتاحه كجسر للتواصل بين الماضي والحاضر، وخاصة بالنسبة للأجيال الجديدة.

مشاركة المقال: