في حصيلة مأساوية جديدة، استشهد 45 فلسطينياً، بينهم 9 كانوا ينتظرون المساعدات، وأصيب آخرون، نتيجة لهجمات شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع للشهر الثاني والعشرين.
أفادت مصادر طبية وشهود عيان لوكالة الأناضول بأن الهجمات استهدفت منازل في مدينة غزة وخياماً تؤوي نازحين في غرب المدينة، بالإضافة إلى تجمعات لمنتظري المساعدات في جنوب ووسط القطاع.
وفي تفاصيل الهجمات، قُتل 7 فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين. استهدفت الغارة الأولى تجمعاً لمدنيين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب القطاع، بينما استهدفت الثانية خياماً تؤوي نازحين في منطقة الصناعة غربي مدينة غزة.
كما استشهد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعين لمدنيين، الأول في سوق المغربي المكتظ بشارع الثلاثيني بمدينة غزة، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص، والثاني قرب مفترق العباس غرب المدينة، وأسفر عن مقتل اثنين.
وفي حادث منفصل، استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف مركبة مدنية شرق المحافظة الوسطى.
وفي وقت سابق، استشهد 8 فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الأمريكية، برصاص الجيش الإسرائيلي. من بين هؤلاء، 4 استشهدوا في محيط مركز التوزيع بمحيط محور نتساريم وسط القطاع، و4 آخرون قرب مركز التوزيع جنوب مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما استشهد 7 فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين، 4 منهم إثر قصف شقة سكنية في منطقة الصحابة بمدينة غزة، و3 باستهداف تجمع لمدنيين قرب بركة الشيخ رضوان شمالي المدينة.
وقبل ذلك، استشهد 15 فلسطينيا بهجمات متفرقة على القطاع، بينهم 4 في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة الحصري في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
و استشهد 4 فلسطينيين وفقد آخرون في قصف إسرائيل منزلا لعائلة النديم في شارع النديم بحي الزيتون.
وفي جنوب مدينة غزة، استشهد فلسطيني وفقد آخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة سلمي غرب الكلية الجامعية.
واستهدفت آليات الجيش بقذيفة سطح منزل لعائلة الهبيل في منطقة “البلاخية” بمخيم الشاطئ الشمالي غربي مدينة غزة، دون الإبلاغ عن إصابات.
ووسط القطاع، استشهد طفل فلسطيني وأصيب 11 آخرون من منتظري المساعدات الأمريكية ـ الإسرائيلية بنيران الجيش الإسرائيلي قرب نقطة التوزيع بمحيط وادي غزة.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا.?
ومنذ بدء هذه الآلية، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين إلى ألف و807 شهداء، و13 ألفا و21 مصابا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار يوميا على منتظري المساعدات، بحسب معطيات وزارة الصحة بغزة الاثنين.
أما في جنوب القطاع، فاستشهد 5 فلسطينيين بينهم أب وأم وطفلاهما وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في حارة المجايدة بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتواصل الإبادة الجماعية في غزة بدعم أمريكي، وتشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، في تجاهل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و499 شهيدا و153 ألفا و575 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
على صعيد آخر، كشف إعلام عبري عن انقسام داخل فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن إمكانية التقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأفادت هيئة البث الرسمية، نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، بوجود “انقسام داخل فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن إمكانية التقدم في المفاوضات، حتى في حال عرض اتفاق جزئي”.
وأشارت المصادر إلى “وجود خلافات في الرأي بين أعضاء فريق التفاوض بشأن إمكانية إحراز تقدم في المرحلة الراهنة”.
ولم تذكر هيئة البث مزيدا من التفاصيل عن جوهر تلك الخلافات، فيما أشارت إلى وصول وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث مبادرة جديدة تشمل “صفقة شاملة” للإفراج عن الأسرى الـ50 لدى الحركة مقابل “نزع سلاحها”.
ولم يصدر عن حركة حماس تعقيب فوري بشأن زيارة وفدها للقاهرة أو التقدم بمقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار بغزة.
ولأكثر من مرة، رفضت حماس أي مقترح لنزع سلاح “المقاومة” أو خروجها من قطاع غزة، مشددة على أن أي ترتيبات لمستقبل القطاع يجب أن تكون بتوافق فلسطيني.
ويأتي ذلك في أعقاب إقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسة والأمنية “الكابينت”، الجمعة، خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
وتبدأ هذه الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأشارت هيئة البث إلى توقعات بزيادة الوسطاء الضغط على إسرائيل وحماس من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
والاثنين، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مؤتمر صحفي، إن بلاده التي تقود وساطة مع الدوحة وواشنطن، تدفع باتجاه “اتفاق كامل وصفقة شاملة” تنهي الحرب في قطاع غزة.
وقال عبد العاطي إن بلاده “لم تتوقف عن جهود الوساطة وتعمل مع الوسطاء على إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأضاف: “ندفع في اتجاه استئناف عملية التفاوض بغزة ولا تزال هناك إمكانية إذا حسنت النوايا وإذا كانت هناك إرادة سياسية للتوصل لاتفاق كامل وصفقة شاملة تنهي الحرب”، دون تفاصيل أكثر.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.