الإثنين, 14 يوليو 2025 05:44 PM

مخططات إسرائيلية لتشويه غزة: تفاصيل الخرائط الجديدة ومخاوف التهجير

مخططات إسرائيلية لتشويه غزة: تفاصيل الخرائط الجديدة ومخاوف التهجير

جمّدت خرائط إعادة الانتشار في قطاع غزة، التي حملها الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة، مفاوضات صفقة التبادل، بعد رفض المقاومة لهذه الخرائط وإصرارها على خطوط الانسحاب إلى ما قبل 2 آذار الماضي، بحسب يوسف فارس.

تشير التسريبات إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الخرائط إلى تثبيت واقع جديد يحتل نحو 40% من مساحة القطاع، على طول الحدود الشمالية والشرقية، من بيت حانون وصولاً إلى بيت لاهيا وحتى محور «فيلادلفيا» في مدينة رفح جنوبي القطاع.

تفيد مصادر فصائلية مطلعة بأن الخريطة التي عرضها الوفد الإسرائيلي تبقي مدينة رفح بأكملها تحت الاحتلال، وهو ما يُعتبر تمهيداً لتطبيق خطة التهجير بجعل رفح منطقة لتجميع النازحين بهدف تهجيرهم إلى مصر أو عبر البحر. كما تقتطع الخريطة مسافة تصل إلى 3 كيلومترات على طول حدود غزة، وتضم أجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا وقرية أم النصر ومعظم بيت حانون وكامل بلدة خزاعة، وتقترب من شارع السكّة في مناطق التفاح والشجاعية والزيتون، وتصل إلى قرب شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة.

نتيجة لذلك، تمنع الخريطة نحو 700 ألف فلسطيني من العودة إلى ديارهم، مما يجعلهم بلا مأوى ويدفعهم إلى السكن في مركز تجميع النازحين في مدينة رفح. ويتصدّر المشهد في الإعلام العبري مشروع «مدينة الخيام» المزمع إنشاؤها على أنقاض رفح، والتي ستُخصّص لاستيعاب 700 ألف نازح، بهدف إجبارهم على الهجرة من القطاع.

في محاولة لإجهاض المخطط المرتبط بالإبقاء على احتلال محور «موراغ»، أبلغت «حركة حماس» الوسطاء بأنها غير مستعدة لمناقشة قضايا أخرى في الدوحة، مثل قضية تبادل الأسرى، حتى يتم حل الخلاف حول محور موراغ، بحسب «القناة 13» العبرية. وقدرت قناة «كان» بأنه في حال وافقت إسرائيل على الانسحاب من «موراغ» في إطار صفقة تبادل أسرى، فإن خطة إقامة ما يُسمى «مدينة إنسانية» ستُلقى في سلة المهملات.

تكمن خطورة الإبقاء على خطوط إعادة التموضع الإسرائيلية في التسليم بفرضية اقتطاع بلدات وأحياء ومدن بأكملها من جغرافيا القطاع، تشكل الحيز المكاني لما نسبته 35% من تعداد سكانه. على سبيل المثال، يسكن مدينة بيت حانون، التي سيصادر الاحتلال 90% من أراضيها، نحو 50 ألف إنسان. أما حي الشجاعية، فيسكنه نحو 100 ألف نسمة، فيما يتجاوز عدد سكان مدينة رفح المدمرة نحو 170 ألفاً. يضاف إلى ذلك أن المناطق الشرقية للقطاع تمثل مصنع القطاع وسلة الغذاء الأكثر أهمية، حيث تتركز فيها أنشطة الزراعة وتربية الدواجن ومزارع الأبقار.

على الخط الشرقي لصلاح الدين، تمتد عشرات المصانع وورش الحدادة والنجارة والأغذية. بناءً على ذلك، تحول السيطرة الإسرائيلية على هذه المساحات غزة إلى مدينة مشوهة ومنزوعة من ذخرها الاقتصادي والزراعي. ويتحول التهجير من فكرة مرفوضة، إلى طموح وأمنية، خصوصاً لهؤلاء الذين سيغدون بعد انتهاء الحرب بلا مأوى.

وعليه، قدم المفاوض الفلسطيني تعليقه على خريطة إعادة الانتشار، بالتمسك بالعودة إلى خريطة اتفاق 19 كانون الثاني الماضي، فيما يزعم الإسرائيليون أنهم يبدون مرونة في مناقشة التعديلات المطلوبة. ويقدر المراقبون أن رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ألقى بورقة محور «موراغ»، لكي يتنازل عنه لاحقاً لمصلحة البقاء في محور «فيلادلفيا» الحدودي، الذي يعتبره خط الضمان الأخير الذي لن يسمح للمقاومة بإعادة ترميم قدراتها في السنوات المقبلة.

غير أن هذا التقدير المتفائل محاط بواقع ميداني تعمل فيه الجرافات والآليات الإسرائيلية على مسح آلاف المنازل والبنى التحتية في الأحياء التي تشملها الخريطة الجديدة. ويعني ذلك أن الانسحاب العسكري الإسرائيلي لا يكفي وحده لإجهاض مخطط التهجير، إنما سيدخل الغزاويون في معركة إعادة الإعمار التي قد تستغرق سنوات، وهي فترة من الضياع يراهن الإسرائيليون خلالها على أن مئات الآلاف لن يجدوا بديلاً من الهجرة.

على الصعيد الميداني، كثف جيش الاحتلال خلال الأيام الثلاثة الماضية ارتكاب المجازر الجماعية وعمليات نسف المنازل وتدميرها في مناطق القطاع كافة. وسُجل أول أمس استشهاد نحو 115 فلسطينياً، معظمهم قضوا في استهداف تجمعات المواطنين في المناطق المصنفة على أنها مناطق إنسانية في غرب مدينة غزة، حيث استشهد 18 مواطناً، عشرة منهم من الأطفال، في استهداف سيارة مياه في مخيم الشاطئ غرب المدينة. كما استشهد 15 مواطناً في استهداف سوق شعبية بالقرب من مفترق السامر المكتظ بالنازحين شرق المدينة. ودمر جيش الاحتلال أيضاً عشرات المنازل على رؤوس سكانها، وارتكب مجزرة بحق منتظري المساعدات في مدينة رفح ومحور «نتساريم».

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: