استقبل مرفأ اللاذقية يوم الاثنين 13 تشرين الأول، الباخرة العملاقة "NAVEGANTES" التابعة لشركة "CMA CGM" العالمية، وفقًا لما أعلنته الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية. وتعتبر هذه السفينة من بين أكبر البواخر التي رست في المرفأ، مما يعكس المكانة المتنامية للميناء كمركز لوجستي رئيسي على الساحل الشرقي للمتوسط.
أوضحت الهيئة عبر صفحتها على "فيسبوك" أن طول الباخرة يبلغ حوالي 222 مترًا، مؤكدة بذلك جاهزية المرافئ السورية لاستقبال "السفن الضخمة" وفق أعلى المعايير الفنية واللوجستية.
ما هي حمولة الباخرة؟
أفاد مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، في تصريح لعنب بلدي، بأن الباخرة تحمل شحنة كبيرة ومتنوعة تشمل سيارات جديدة ومستعملة، جرارات زراعية، سلعًا استهلاكية وغذائية مثل الأرز والسكر والموز والمعلبات، بالإضافة إلى الأدوات الكهربائية وقطع التبديل والأسمدة ومواد البناء والأقمشة. وأكد علوش أن هذه البضائع تمثل الحصة المخصصة للسوق السورية من إجمالي حمولة السفينة. وأضاف أنه سيتم تحميل السفينة بمواد معدة للتصدير من سورية، بما في ذلك الألبسة الداخلية والخارجية، المواد الغذائية، مساحيق التنظيف، والمصنوعات النسيجية والمعدنية والبلاستيكية، مما يساهم في تنشيط حركة الصادرات ودعم الاقتصاد الوطني.
كما أوضح علوش أن الباخرة "NAVEGANTES" هي باخرة حاويات ضخمة، تصل طاقتها الاستيعابية إلى حوالي 2500 حاوية نمطية (TEU).
عودة المرافئ السورية
تكمن رمزية استقبال الباخرة العملاقة "NAVEGANTES" في مرفأ اللاذقية في تأكيد التحسن النسبي في الظروف اللوجستية والأمنية، واستعادة الثقة العالمية بالإمكانيات الفنية والتشغيلية لمحطة حاويات اللاذقية الدولية، حسبما شرح علوش. واعتبر أن الميناء كان تاريخيًا قادرًا على استقبال سفن كبيرة، لكن استقبال باخرة بهذا الحجم في الوقت الراهن يحمل دلالة خاصة بعودة السفن الضخمة بعد انقطاع طويل، وهو مؤشر على استقرار البيئة التشغيلية وعودة المرافئ السورية إلى دورها الطبيعي في التجارة البحرية الإقليمية.
وذكر أن الباخرة تابعة لمجموعة "CMA CGM" الفرنسية، وهي من أكبر الشركات العالمية في مجال النقل البحري والخدمات اللوجستية. وتحتل المجموعة مرتبة متقدمة عالميًا من حيث حجم أسطول الحاويات، وتدير عددًا كبيرًا من محطات الحاويات حول العالم، ومن ضمنها محطة حاويات اللاذقية الدولية، بحسب تعبيره. ويُعتبر التعاون بين هيئة المنافذ ومجموعة "CMA CGM" الفرنسية مهمًا للغاية، إذ يسهم في دمج المرافئ السورية ضمن الشبكة العالمية للنقل والتجارة، ويعزز مكانة مرفأ اللاذقية كمحور إقليمي وليس كميناء محلي فقط، مما يفتح آفاقًا أوسع لحركة الصادرات والواردات، أضاف علوش.
333 سفينة تجارية
كشف علوش أن ميناء اللاذقية استقبل منذ بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث 333 سفينة تجارية قادمة من مختلف الموانئ العالمية، محملة بالبضائع الأساسية والغذائية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن الاقتصادي والتجاري في البلاد. وأشار إلى أن مرفأ اللاذقية يُعد الشريان البحري الأهم في سورية، وهو المنفذ التجاري الرئيس الذي تستقبل عبره البلاد معظم بضائعها الاستراتيجية والاستهلاكية. ويمتلك الميناء قدرة تشغيلية عالية لاستيعاب السفن الكبيرة بفضل أعماق أرصفته التي تصل إلى 12 مترًا، ومن المخطط زيادتها مستقبلًا لاستقبال سفن أضخم. كما تشهد محطة الحاويات "تطورًا متواصلًا" في الأداء والمعدات والبنية التحتية، ما يجعلها محورًا إقليميًا ناشئًا في شبكة النقل البحري، حسبما ختم علوش.
باخرة منتجات تجارية سابقة
في إطار نشاط مرفأ اللاذقية، وصلت الباخرة "MONTREAL" التابعة لشركة الشحن العالمية "CMA CGM" إلى المرفأ في 21 من أيلول الماضي. وحملت الباخرة على متنها شحنات متنوعة من المواد والمنتجات التجارية، بما يعزز توفر السلع في الأسواق ويدعم النشاط الاقتصادي، بحسب ما ذكرته الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في صفحتها على "فيسبوك". مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، مازن علوش، قال لعنب بلدي حينها، إن الباخرة حملت شحنة كبيرة ومتنوعة، من بينها سيارات جديدة ومستعملة، وجرارات زراعية، وسلع استهلاكية، ومواد غذائية مثل الموز والسكر والأرز والمعلبات، بالإضافة إلى أدوات كهربائية وقطع تبديل وأسمدة ومواد بناء وأقمشة، معتبرًا أن هذه الكميات تمثل الحصة المخصصة للسوق السورية من حمولة السفينة الضخمة.
اتفاقية مشتركة
وقعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية اتفاقية مع شركة "CMA CGM" الفرنسية في قصر الشعب بدمشق، في 1 من أيار الماضي، بحضور الرئيس السوري، أحمد الشرع. مدير مرفأ "اللاذقية"، أحمد علي مصطفى، قال لعنب بلدي حينها، إنه أوقف العقد السابق بين الشركة الفرنسية والنظام السابق الذي حصل على تجديد في تشرين الثاني 2024، لإدارة محطة حاويات اللاذقية، وبدأت الحكومة السورية منذ استلام مهامها ترتيب عقد جديد بتفاصيل جديدة. أبرز ما تشمله الاتفاقية الجديدة، وفق تصريح مدير المرفأ، أن مدة العقد حددت بـ30 سنة، ستستثمر خلالها 230 مليون يورو، في السنة الأولى ستضخ الشركة منها 30 مليون يورو. وفي السنوات الأربع التالية سيبنى رصيف جديد في مرفأ اللاذقية بمواصفات قياسية عالمية، بطول 1.5 كيلومتر وبعمق 17 مترًا، بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون يورور. سيسمح بناء هذا الرصيف بدخول سفن شحن كبيرة وبأعداد كبيرة لا تدخل حاليًا إلى مرفأ اللاذقية، كما سيوفر بناؤه وجود بنية تحتية وفوقية لتشغيله. بعد السنة الخامسة، ستبدأ ثمرة هذا الاستثمار ويبدأ ضخ الأموال عبره خلال الـ25 سنة المقبلة.